الكبار وصناعة السلام …. (بقلم عمر سعيد)
ليست صناعة السلام مجرد أجندات تتأبطها وفود التفاوض على حصص المصالح ، بل هي نوايا تنبت في قلوب كبار تعرف مقادير الاحلام في حياة الأجيال وأهميتها ..
يحتاج السلام إلى أكف تتقن حرفة الحب تسنيما ، فتغرسه في شرفات العيون الحالمة ، وترويه من ينابيع العزيمة عطايا قلوب لا تعرف جفاف الصفح الأبيض ..
فالسلام حرفة الكبار الذين يدركون معنى الحياة في حضورهم عبر هذا الكون المتحرك ..
لذا يمدون قلوبهم للمصافحة قبل أيديهم ، ويفتحون أرواحهم للعناق قبل أذرعهم .. .
ذلك لأن السلام ناموس السماء في الأرض وطريق الأنبياء إلى الله ..
لم يكن لقاء الكبيرين جعجع فرنجية لقاء ظرفيا يخدم سلما يدرس تحديد أولوية الصعود فيه !
بل كان لقاء منصتي فعل لأجل إنسان الغد ، منصتي بناء على صخرتي ثبات في صنين ، منصتي حب تفرش الآمال سجادة لعناق الشهداء وصلاة المؤمنين ..
لقد أكد الرجلان الرجلان أن السلام جسر أخلاق وقيم ومبادىء لا يشيده إلا من انتصر على ذاته ..
لقد انتصر في بلدي قائدان لأجل أبنائنا وأحفادنا والغد المبشر والدولة السيادة ..
انتصر الأنسانان فيهما على الشخصين في حزبيهما ، فعزما على الخلود في سوح الفعل والبناء والخير والأمل ..
نعم إنه سلام الأرض والأشجار والزهور والأحياء والقبور ..
سلام الواقفين على حدود الوطن الأبدي منذ أن كان للخلق فيه إله ..
فتحياتي لمن رأى في حاضره مستقبل أبنائنا ، فتوضأ بالنقاء والإرادة ، وخطا مكبرا في الناس : “حي على السلام ” .
عمر سعيد .