دفاع وأمن

هل تحيل طائرات الدرون ”الباتريوت“ و“إس 400″ إلى التقاعد‎؟

حاملات طائرات عملاقة، مطارات وقواعد جوية ضخمة، طيارون محترفون ومدربون، وذخائر تدميرية عملاقة، كل هذه المنظومة من سلاح الجو الأهم في جيوش العالم قد تخرج من الخدمة عاجلًا ليس آجلًا، مع التطور المرعب الذي وصلت إليه صناعة الطائرات من دون طيار، إلى أن أصبحت نانو درون بحجم قد لا يزيد على حجم الحشرات أحيانًا.

على ما يبدو فإن من طوّر هذه الطائرات لأغراض عسكرية قد وضع العالم على كف الإرهاب، الذي كانت جماعاته من أكبر المستفيدين، حيث صار من السهل صنع واقتناء هذه الطائرات لأغراض التجسس والاستطلاع والهجوم، وبميزانية قد لا تتجاز الـ200 دولار أحيانًا.

كما أن طائرات الدرون بأنواعها الصغيرة تتلاءم مع الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة بطبيعتها الهلامية والتخفي في التضاريس المعقدة والأماكن السكنية، عبر استخدام جهاز للتحكم بالطائرة وإطلاقها باليد من أي مكان، لتحدث التدمير المطلوب.

الميليشيات والجماعات الكبيرة تجد في طائرات الدرون المتطورة ملاذًا لتحقيق أهدافها في تخريب وتدمير المنشآت، خاصة تلك المخصصة لإنتاج الطاقة، فطبيعة هذه المنشآت تعرضها لتخريب واسع، نظرًا لاحتوائها على مخزونات كبيرة من النفط أو الغاز قد يشعلها مقذوف ناري صغير.

والأسوأ أن طائرات الدرون تهدد بإحالة منظومات الدفاع الجوي المتطورة إلى التقاعد، فمنظومتا باتريوت الأمريكية وإس 400 الروسية اللتان تتسابق الجيوش لاقتنائهما، تبدوان غير فعالتين لمواجهة الاستخدام الكبير غير المكلف لطائرات الدرون.

 فهذا الجنرال الأمريكي ديفيد بركينز المتخصص بالحرب الذكية يقول عن هذه المفارقة: إن حلفاء لأمريكا استخدموا صاروخ باتريوت بقيمة 3 ملايين دولار لإسقاط طائرة درون بقيمة 200 دولار فقط.

نفس الحال مع روسيا التي شغلت منظومة إس 400 الفائقة التطور التي لا تقل ثمنًا عن نظيرتها الأمريكية لإسقاط  طائرات درون بدائية الصنع فوق قاعدة حميميم الجوية في سوريا.

الإحالة المنتظرة لمنظومات الدفاع الجوية العاملة إلى التقاعد دفعت بعض الشركات العالمية نحو السعي لابتكار طريقة تستطيع من خلالها اصطياد طائرات درون بطرق يمكن القول إنها مستوحاة من العصور الوسطى، وذلك باستخدام الشباك بطرق عدة وتطوير سلاح بمقذوف من هذا النوع، إضافة إلى تدريب الطيور الجارحة لملاحقتها واصطيادها، وقد تشهد الشركات المصنعة إقبالًا واسعًا على منتجاتها هذه أكثر من منظومات ورادارات الدفاع الجوي التي قد تصبح بلا جدوى.

وإلى حين استكمال منظومة دفاعية تواجه سلاح الجو الجديد، تحاول الجيوش المنظمة تطوير المزايا الهجومية عبر إعادة تدوير مقاتلاتها وقاذفاتها لتذخيرها بأسراب من طائرات نانو درون، التي يمكن أن تتحول إلى جيش طائر يصل إلى الأهداف بدقة وبأقل قدر من التدمير مع صعوبة فائقة بإيقافها.

المصدر : ارم نيوز

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button