شركة التجسس الإسرائيلية NSO تدفع 168 مليون دولار لشركة Meta كتعويضات لاختراق خوادم واتساب.

في 6 مايو 2025، أصدرت هيئة محلفين فيدرالية في كاليفورنيا حكماً تاريخياً ضد شركة NSO Group الإسرائيلية، المطورة لبرنامج التجسس الشهير “بيغاسوس”، بإلزامها بدفع تعويضات قياسية بلغت 167.7 مليون دولار لصالح شركة Meta، المالكة لتطبيق واتساب. هذه القضية تعتبر واحدة من أهم المحاكمات التقنية في العقد الأخير، حيث تسلط الضوء على الجوانب القانونية والأمنية المتعلقة باستخدام برامج التجسس في العصر الرقمي.
خلفية القضية: تعود جذور القضية إلى عام 2019، عندما كشف باحثون في Citizen Lab، بالتعاون مع واتساب، عن استغلال NSO Group لثغرة خطيرة في ميزة الاتصال عبر الفيديو في تطبيق واتساب. هذه الثغرة سمحت بتثبيت برنامج “بيغاسوس” على أجهزة المستخدمين دون علمهم أو موافقتهم، حتى وإن لم يجيبوا على المكالمة. استهدفت هذه الهجمات أكثر من 1,400 شخص، من بينهم صحفيون، نشطاء حقوقيون، دبلوماسيون، ومحامون في أكثر من 50 دولة.
التفاصيل التقنية للهجمات:
استغلال ميزة الاتصال بالفيديو في واتساب.
تثبيت البرنامج عبر اتصال لم يُجب عليه المستخدم.
جمع بيانات حساسة مثل الرسائل، الموقع، المكالمات، والصور.
التداعيات القانونية:
قدمت واتساب شكوى في محكمة فيدرالية أمريكية تتهم فيها NSO بالقرصنة وانتهاك قانون الاحتيال وإساءة استخدام الكمبيوتر (CFAA).
طلبت واتساب من المحكمة فرض عقوبات على NSO ومنعها من الوصول إلى خدماتها بشكل دائم.
ركزت القضية على كيفية استخدام برامج التجسس في قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان.
الحكم النهائي:
قررت هيئة المحلفين فرض تعويضات بقيمة 167.7 مليون دولار، منها 167.25 مليون دولار كتعويضات عقابية و444,719 دولاراً كتعويضات تعويضية.
هذا الحكم يمثل سابقة قانونية مهمة في مكافحة استخدام برامج التجسس التجارية.
ردود الأفعال:
رحبت جماعات حقوق الإنسان بالقرار، معتبرة إياه خطوة هامة نحو حماية الخصوصية الرقمية.
رفضت NSO Group التعليق على الحكم، لكنها أكدت دائماً أنها تعمل ضمن الإطار القانوني وتركز على مكافحة الإرهاب والجريمة.
الخاتمة: تؤكد هذه القضية على الأهمية المتزايدة لحماية الخصوصية الرقمية ومحاسبة الشركات التي تتجاوز الحدود القانونية في استخدام تقنياتها. كما تبرز أهمية تعزيز التشريعات الدولية لضمان أمن المعلومات وحماية حقوق الأفراد في العالم الرقمي.