استراتيجية الطائرات المسيّرة الخادعة: التكتيك الروسي في أوكرانيا
في ظل الصراع الروسي-الأوكراني المستمر، تسعى روسيا إلى تبني أساليب جديدة ومتطورة لتعزيز قدراتها الهجومية وتحدي الدفاعات الأوكرانية. من بين هذه الأساليب استخدام الطائرات المسيّرة الخادعة كجزء من استراتيجية متعددة الأبعاد تهدف إلى تحقيق أقصى تأثير بأقل تكلفة.
عملية “الهدف الكاذب”
منذ أواخر عام 2022، بدأت روسيا إنتاج طائرات مسيّرة خادعة في مصنع ألابوغا، وهي طائرات مصممة خصيصًا للتشويش على الدفاعات الجوية الأوكرانية. هذه الطائرات، المحملة بمواد غير قاتلة، تستخدم لإرباك الرادارات وتحديد مواقع الدفاعات من خلال بث مباشر عبر كاميراتها. الهدف الأساسي من هذه العملية هو استنزاف موارد الدفاع الأوكرانية وإجبارها على كشف مواقعها الاستراتيجية.
الرؤوس الحربية الحرارية: سلاح مدمر
إلى جانب الطائرات الخادعة، تعتمد روسيا على طائرات مسيّرة مسلحة برؤوس حربية حرارية قادرة على إحداث انفجارات هائلة ذات تأثير مدمر. هذه الرؤوس تمتص الأوكسجين في محيطها، مما يسبب انهيار الرئتين وتلف الأعضاء لدى الأفراد حتى خارج نطاق الانفجار المباشر. كما تعزز الكريات الحديدية المدمجة في هذه الأسلحة من قدرتها التدميرية، مما يجعلها فعالة بشكل خاص ضد التحصينات والمباني.
تكتيكات روسية متطورة
مع تزايد اعتماد روسيا على الطائرات المسيّرة، أطلقت خلال شهر أكتوبر فقط أكثر من 1889 طائرة مسيّرة. الهدف من هذا العدد الكبير ليس بالضرورة إصابة كل الأهداف، بل إرباك الدفاعات الجوية الأوكرانية وإجبارها على التعامل مع تهديدات متعددة، مما يسمح بمرور عدد محدود من الطائرات المسلحة لتحقيق أضرار استراتيجية.
الفوائد الاقتصادية والعسكرية
تعتمد روسيا على الطائرات الخادعة والمسيّرة المسلحة كحل اقتصادي فعال مقارنة بالصواريخ التقليدية الباهظة التكلفة. هذا النهج لا يحقق فقط وفورات مالية، بل يساهم أيضًا في استنزاف الدفاعات الأوكرانية التي تعتمد على موارد محدودة.
الخلاصة
تجسد استراتيجية روسيا في استخدام الطائرات المسيّرة مزيجًا ذكيًا من الابتكار العسكري والحسابات الاقتصادية. من خلال هذه التكتيكات، تواجه أوكرانيا تحديًا متزايدًا في حماية دفاعاتها والبقاء في معركة تتسم بالكفاءة التكتيكية والإبداع الهجومي.