دفاع وأمن

الفرق بين القنابل “القذرة” و القنابل النووية / بقلم أدولف عيد

لقد قرأت خلال اليومين الاخيرين عدة مقالات على مواقع اخبارية تتحدث عن القنابل القذرة و لاحظت الخلط بينها و بين الاسلحة النووية.

في الواقع ان القنابل التي تدعى” قذرة ” عادة ما تحتوي اما على أسلحة بيولوجية كالجراثيم و البكتيريا و الفيروسات أو على أسلحة كيميائية كغازات الاعصاب مثل السارين و النوفيتشوك و غيرها الكثير من المواد الكيميائية السامة، أو حتى على مواد مشعة/ راديولوجية (وهي الاكثر ترجيحا) كالسيزيوم و الايريديوم و الكوبالت و غيرها من المواد المشعة. فهذه المواد المشعة تؤخذ من عدة اماكن منها المفاعلات النووية السلمية كمفاعلات انتاج الطاقة الكهربائية او مفاعلات البحوث العلمية كما يمكن اخذها من بعض الاجهزة الطبية و الصناعية التي تحتوي على مواد مشعة وهي اي هذه المواد نتاج الإنشطار النووي و ليست مسببته. هذا يعني ان هذه القنابل لا يمكنها خلق سلسلة تفاعلية نووية كالتي تحدث عند تفجير راس عسكري نووي او قنبلة نووية. فالسلسلة التفاعلية النووية هي التي تحدث الانفجار النووي و ليس المتفجرات التقليدية المستعملة في القنابل القذرة.

القنابل القذرة/الراديولوجية:
فالقنابل القذرة التي تحتوي على مواد مشعة و المسماة ايضا بالقنابل الراديولوجية هي عبارة عن مواد مشعة غير انشطارية مأخوذة او مسروقة من اماكن سبق وذكرتها و هي موصولة بمتفجرات تقليدية و الهدف منها خلق حالة هلع وذعر عند المدنيين و ارباك السلطات بسبب التلوث الاشعاعي الذي قذفته و بعثرته المتفجرات. هذا يؤدي حتما الى خسائر كبيرة في الاقتصاد و الزراعة (بسبب عزل المنطقة المستهدفة والتي يمنع دخولها على الجميع باستثناء الخبراء في ازالة التلوث الاشعاعي) اضافة الى تلوث المدنيين بالمواد المشعة و ضرورة القيام بعمليات فورية وسريعة لازالة التلوث عنهم ووضعهم تحت المراقبة الطبية و الاشعاعية.

القنابل النووية:
اما في ما خص القنابل النووية فالمواد التي بداخلها هي مواد نووية انشطارية كاليورانيوم و البلوتونيوم و التي تحدث سلسلة تفاعلية نووية ينتج عنها انفجار مدمر و مواد مشعة. هناك أيضا نوع ثاني من القنابل النووية و التي تدعى القنابل النووية المرتجلة و التي يتم بناؤها من قبل خبراء (وليس دول) استولوا على المواد النووية المطلوبة لبناء راس حربي او قنبلة نووية و لكن تنقصهم بعض التقنيات و التكنولوجيا الموجودة لدى الدول النووية, فيكون مفعول هذه القنبلة اقل بكثير من مفعول القنابل النووية التي تبنيها الدول و لكن بكل الأحوال لهذه القنابل مفعول نووي مدمرو ان كان اقل من نظيراتها النووية.

أدولف عيد
حائز على درجتي ماجستير في ادارة الحوادث النووية, خبير في الامن و السلامة النووية

Show More

Related Articles

Back to top button