من كتابي “كيفية إزالة التلوث الناتج عن الحوادث الكيميائية, البيولوجية, الراديولوجية والنووية (CBRN)” (بقلم ادولف عيد)
عند الاستجابة للحوادث الكيميائية , البيولوجية, الراديولوجية والنووية ، فإن الأشياء الأولى التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار هي التالية: الإصابات (Trauma), التلوث, نشر التلوث والأهم بعد هكذا هجوم / حادث غير تقليدي هو إزالة التلوث. قد تكون الملوثات الناتجة عن هكذا هجمات أو حوادث إما مواد كيميائية مثل المواد الكيميائية الصناعية السامة (TICs) كالأمونيا والكلور والمؤكسدات وما إلى ذلك , أو أسلحة كيميائية (CWAs) مثل غازات الأعصاب (Tabun, Sarin, Soman, VX) etc.، أو عنصر التقرحات (Blister Agent) كغاز الخردل (Sulfur Mustard [HD])، عناصر الدم (Blood Agent) كالسيانيد, والزرنيخ (SA, AC)، أو حتى عناصر الاختناق (Choking Agents) كغاز الكلور (CL) و غيره، و أخيرا” عناصر الشلل كالغازات المسيلة للدموع و رذاذ الفلفل (CS, OC) و التي تستعمل عادة من قبل عناصر مكافحة الشغب.
الملوثات ممكن أيضا” أن تكون عناصر حرب بيولوجية (BWAs) كالفيروسات مثل الجدري (Smallpox) ,البكتيريا مثل الطاعون (Plague) ,الجراثيم كالجمرة الخبيثة (Anthrax) و غيرها من الفطريات والسموم الحيوانية و النباتية كال Saxotoxin, Tetrodotoxin, نظائر إشعاعية مثل السيزيوم 137 (Cs-137) والكوبالت 60 (Co-60) ، الباريوم 133 (Ba-133) ، السترونشيوم 90 (Sr-90) ، اليود 131 (I-131) ، الأميريسيوم / البريليوم (Am-241 / Be) ، إلخ ، أو حتى عناصر نووية (مواد انشطارية) مثل اليورانيوم 235 (U-235) والبلوتونيوم 239 (Pu-239) واليورانيوم 233 (U-233).
بعد أي هجوم أو حادث كيميائي, بيولوجي, أو نووي ،تكون أولويات المستجيبون الأوائل الاخلاء و إزالة التلوث الناتج عن الحادث, علاوة على ذلك هناك أولويات في “اختيار الضحايا”. على سبيل المثال هناك دائما مجموعات تصنف كمجموعات ضعيفة (مثل الأطفال والنساء الحوامل) التي يجب إزالة التلوث عنها وإجلائها من المنطقة الحمراء (المنطقة الملوثة) قبل الضحايا الآخرين (شرط ألا تكون حياة الضحايا الآخرين في خطر) بسبب وضعهم الهش و الضعيف. بالإضافة إلى كونهم الأضعف جسديا, يجب أن يكونوا الأولوية رقم واحد في هكذا هجومات/حوادث بسبب العوامل البيولوجية التالية:
فالأطفال لديهم معدل تنفس أعلى من معدل التنفس لدى البالغين، مما قد يؤدي إلى استنشاق كمية أكبر من العوامل البخارية أو الجزيئات المستعملة في الهجوم . إضافة إلى ذلك تتمتع CWAs و TICs بكثافة أكبر من الهواء مما يعني أنها أثقل من جزيئات الهواء ، وبالتالي فهي تميل دائمًا إلى الغرق/النزول نحو المناطق المنخفضة، و تتدلى بالقرب من سطح الأرض, و نظرًا لأن الأطفال الصغار عمومًا أقصر من البالغين ، وبالتالي أقرب إلى سطح الأرض ، فإنهم أكثر عرضة لخطر التعرض واستنشاق العناصر التي تم إطلاقها. إضافة إلى ذلك فإن طبقة الجلد الناعم لديهم و التي هي أقل سماكة من طبقة الجلد لدى البالغين، والتي تحتوي على نسبة قليلة من Keratin تصبح أكثر عرضة لامتصاص الملوثات خاصة عناصر الحرب الكيميائية كال VX ، HD ، HN و L.
أما بالنسبة للنساء الحوامل فخلال فترة الحمل تنخفض مناعة أجسامهن و ذلك بهدف حماية الجنين من الجهاز المناعي, وبالتالي ، فإن انخفاض استجابة الجهاز المناعي يترك النساء الحوامل عرضة لخطر العناصر البيولوجية مثل الجمرة الخبيثة والجدري والطاعون والتسمم الغذائي وما إلى ذلك والتي قد تنطلق أثناء هجوم بيولوجي.
كما يعتبر الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية ، وكذلك كبار السن ، جزءًا من المجموعة الضعيفة. على سبيل المثال ، يعتمد الأشخاص الصم على الإشارات والأضواء في حياتهم العادية ، وبالتالي لا يمكنهم سماع التعليمات الشفهية للمستجيبين الأوائل (FRs) أو حتى صفارات الإنذار أثناء حالات الطوارئ. من جهة أخرى وعلى عكس الصم, يعتمد المكفوفون على التعليمات الشفهية أو حتى على كلاب التوجيه/ الخدمة (Service Dogs) . هنا يبدأ ما يسمى الفرز(Triage) الذي يعطي الأولوية لإزالة التلوث والإخلاء من المنطقة الحمراء (RZ) حسب هشاشة الضحية (مثل العمر والحالة العقلية والجسدية) ، ودرجة الإصابة. أما لإنجاز هذه المهمة بشكل ناجح، هناك حاجة ماسة إلى موارد ودراسات وإجراءات وجهود وتدابير استباقية إضافية من الحكومات والجمعيات والمستجيبون الأوائل، لاستعدادهم في حالة وقوع حادث مماثل، لأنه خلال هكذا حوادث لا يمكن للمستجيبين الأوائل ارتجال الأساليب لأن الوقت ثمين ومستويات التوتر تكون مرتفعة جدا… (بحسب تحليلات المخابرات البريطانية و الإنتربول, فإن وقوع هكذا هجوم على مدن غربية هو مسألة و قت).
أدولف عيد
من خريجي المعهد العالمي للأمن النووي فيينا, النمسا
حائز على درجة ماجستير في إدارة الكوارث الكيميائية, البيولوجية و النوويةCBRN))من جامعة روما, تور فيرغاتا, إيطاليا
كبير المستشارين لدى CBRN ACADEMY أوكسفورد, بريطانيا