أكثر من 900 ضحية… وتحذير من تسارع تفشي “كورونا” خارج الصين
فيروس “كورونا” المستجد يتابع زحفه حاصداً مزيداً من الضحايا، ومحاولات احتوائه طبياً لم تنجح حتى اللحظة في إيجاد لقاحات فعالة للتعامل معه، وحدها الوسائل الوقائية السلاح الوحيد في وجه هذا الفيروس الذي لم يكشف عن أقنعته بعد للتعرف على ما قد يخبئه من مخاطر ليست في الحسبان، بينما الصين ودول العالم بأسرها سلاحها الوحيد أقنعة… درءاً لمخاطره.
حالات مثيرة للقلق
وفي جديد تطوراته، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس الأحد التاسع من فبراير (شباط)، من أنّ وتيرة تفشّي فيروس “كورونا” المستجد خارج الصين قد تتسارع بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد، وقال المسؤول الأممي في تغريدة على تويتر “هناك حالات مثيرة للقلق لانتشار “كورونا” بواسطة أشخاص لم يسبق لهم أن سافروا إلى الصين”، وأضاف أنّ “اكتشاف عدد صغير من الحالات قد يشير إلى انتقال للعدوى على نطاق أوسع في بلدان أخرى. باختصار، ما نراه قد لا يكون سوى رأس الجبل الجليدي”.
وعلى الرغم من أن وتيرة انتشار الوباء خارج الصين تبدو بطيئة إلى حد ما، إلا أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حذر من أن هذه الوتيرة يمكن أن تتسارع، وقال إن “هدفنا لا يزال احتواء الفيروس، لكن يجب على جميع البلدان استخدام الفرصة التي أوجدتها استراتيجية الاحتواء للاستعداد لاحتمال وصول الفيروس”.
أكثر من 900 وفاة
وأعلنت بكين الاثنين أن فيروس “كورونا” المستجد حصد حتى اليوم أرواح 908 أشخاص في الصين القارية، بينما تخطى عدد المصابين بالوباء 40 ألف شخص.
وخارج الصين القارية، سجلت حتى اليوم حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونغ كونغ والأخرى في الفيليبين، في حين زاد عدد المصابين عن 350 شخصاً يتوزعون على حوالى 30 دولة وإقليماً. وتكافح الصين للسيطرة على الوباء المستجد، واتخذت لهذه الغاية إجراءات مشددة شملت إغلاق مدن بأكملها ومنع سكانها من مغادرة منازلهم إلا للضرورة.
ويعتقد أن الفيروس ظهر أولاً في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2019 في مدينة ووهان في وسط الصين في سوق لبيع الحيوانات البرية، وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير (كانون الثاني).
حال طوارئ صحية
ودفع الوباء منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، والعديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر وشركات الطيران إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى الصين.
ومساء الأحد، توجّهت إلى الصين “بعثة خبراء دولية” تابعة لمنظمة الصحة العالمية بقيادة بروس آيلوارد، الخبير المخضرم الذي عمل في حالات طوارئ صحية أخرى، وذلك بهدف مساعدة السلطات الصينية في تنسيق الاستجابة للأزمة الصحية.
الصينيون… إلى الحياة الطبيعية
في هذا الوقت، بدأ العمال الصينيون يتقاطرون إلى المكاتب والمصانع في شتى أنحاء البلاد اليوم بعد أن خففت الحكومة بعض القيود المفروضة على العمل والتنقل.
معلوم أنه توفي يوم الأحد 97 شخصاً، مسجلاً بذلك أكبر عدد من حالات الوفاة خلال يوم واحد منذ اكتشاف تفشي كورونا، وقالت لجنة الصحة الوطنية إنه كانت هناك 3062 حالة إصابة جديدة مؤكدة الأحد في أنحاء بر الصين الرئيسي ليصل إجمالي عدد المصابين حتى الآن إلى 40171 حالة.
وسبب الوباء تعطيلاً كبيراً للحياة في الصين حيث تحولت المدن التي تعج عادة بالحركة إلى مدن أشباح خلال الأسبوعين الماضيين. وكانت السلطات قد طلبت من الشركات تمديد عطلات السنة القمرية الجديدة 10 أيام بعد أن كان من المقرر أن تنتهي مع نهاية يناير(كانون الثاني)، وحتى اليوم الاثنين، سيظل عدد كبير من مواقع العمل مغلقة وسيواصل موظفون إداريون كثيرون العمل من منازلهم.
وخلت القطارات بشكل كبير من الركاب في واحد من أكثر خطوط مترو الأنفاق ازدحاماً في بكين، ووضع العدد القليل من الركاب الذين شوهدوا خلال ساعة الذروة الصباحية كمامات.
إصابات جديدة
وإلى اليابان، حيث أعلنت قناة “ان اتش كي” التلفزيونية اليابانية الاثنين أنه تم تشخيص حوالى 60 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” المستجد على متن سفينة الرحلات الترفيهية “دايموند برينسس”، ما يرفع عدد الركاب المصابين إلى حوالى 130 شخصاً.
ورفض مسؤولون في وزارة الصحة اليابانية التعليق على هذه المعلومات. وتقل السفينة التي وصلت الاثنين إلى ميناء يوكوهاما، جنوب غربي اليابان حوالى 3700 شخص من ركاب وأفراد طاقم، وقد وضعت تحت الحجر الصحي.
المصدر : اندبندنت عربية