رسالة الى نواب التيار: عهدكم الفاشل أوصلنا الى الإنهيار!
بقلم سامية فارس – ليبانيز دايلي
هل تتذكر النيران الصاعدة من جسد جورج زريق عندما استلم القسط المدرسيّ لإبنته؟ أو حبل مشنقة ناجي الفليطي ليس لعيون زعيمه بل لعيون منقوشة الزعتر؟ أو مسدس داني أبو حيدر جراء عبئ ٣ مليون ألف ليرة؟ أو استسلام نزيه عون للواقع ليس فدا ميشال عون بل فدا البطالة؟ أو رائحة البنزين على ملابس هيثم النيز ليس بسبب دين بل بسبب مستشفى رفضت علاج ابنته؟ أو ولاعة عبد القادر الجنكي لأن فرحة قلبه الصغير لم يعد يتحمل كمية إنجازات العهد التي لا تحصى؟ من الطبع أن تكون نسيت أناس مثلهم لأنهم الوطن الذي هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالإنتماء والدفء والإحساس بالكرامة، أما أنت فبلا كرامة.
ترتدون ربطات عنقكم وتجلسون في المطاعم بدلاً من أن تعملوا ليلاً ونهاراً لتعيدوا إحياء البلد، أليس لديكما علم يا زياد أسود ويا إدي معلوف أن نسبة الهجرة من لبنان بلغت المئة في المئة؟ أليس لديكما علم أن في الوقت الذي أنتما تملأن معدتكما، هناك مليونين شخص يتمنى ربطة الخبز؟ أليس لديكما علم أن الأدوية في المستشفيات والصيدليات تكاد تنفذ؟ أليس لديكما علم أن مليونين بشري عاطل عن العمل؟ أليس لديكما علم أن نصف المطاعم والمجمعات والمحلات التجارية أقفلت؟ أليس لديكما علم بإختفاء الحسابات المصرفية للمواطنين؟ أليس لديكما علم عن جبال النفايات على الطرقات؟ أليس لديكما علم بفيلم أطلقه زعيمك بعنوان “كهرباء ٢٤/٢٤”؟ نعم، هي مشاكل متواجدة منذ زمن ولكن عهدكم الفاشل لم يولد أي شيئاً بل كان السبب في تكاثرها وتضخمها.
تتمثل بأنكم أبطالاً، فلماذا اختبئت وراء القوى الأمنية في انطلياس ولم تواجه الثوار؟ لماذا هربت بحراً من المطبخ الخلفي في جونية؟ الرجولة التي تمثلت فيها بالفيديو المنتشر يا أيها النائب لا تعني شيئاً في الأقوال بل في الأفعال، واليوم تأكدنا أنك غير قادر على الفعل.
بإمكانك التكلم عن التيار الوطنيّ الحرّ حتى تنتهي الحياة وبإمكانك أن تعظمه قدر ما تشاء ولكن من الواضح أن نوابكم لا يحترمون ذلك الحزب جداً، إذ من غير الملائم أن يخاطب نائبكم سليم عون إمرأة بجملة “إنت حرامية” ومن غير الملائم أن ترى مرافقين زياد اسود وغيرهم يعتدون بالضرب المبرح على شاب ينزف دماء ودموع، ألا تعتقدون أن هذه المشاهد تجعل كراهية الناس تزيد لكم؟ أو أن هذه التصرفات تضّر بصورة التيار؟ ولكن إذا كان هذا ما تتعلموه في مدرسة التيار الوطنيّ الحرّ، فإذاً كما يقول أفلاطون “الكرامة مجد يأتي نتيجة عقل مستقيم وجاد”.
أما أنتم يا مرافقين ويا تابعين لهؤلاء الزعماء، هل تمكنت من إدخال أحد المرات فرد من عائلتك إلى المستشفى بلا واسطة؟ هل حصلت على عملك بلا واسطة؟ هل أحسست يوماً بشعور ما أحسه إبن علاء أبو فخر؟ هل تمكنت يوماً من مشاهدة دموع أمهات على غربة أولادهم أو على مقتلهم؟ كيف تتمكن من إيذاء خيك الإنسان؟ كيف بإمكانك أن تدافع عن إنسان أكل حقك كي يشبع نفسه؟ ليس لأنه يطعمك ويشربك تصبح عبداً لديه، وليس لأنه يجعلك مرتاح في حياتك تصبح خاضع لإمرته لأن من يجعل ثيابه أغلى شيئاً عليه، يجد نفسه يوماً أرخص ممّا يرتديه.
لا تيأسو يا ثوار لأنكم أنتم هم الأبطال وأنتم من سيسترجع لبنان إلى سويسرا الشرق لأنكم لو لم ترعبوهم لما استعانوا بأفراد كي يهربوا منكم، ثوروا وانتفضوا وعودوا إلى الطرقات لأن العمل النظيف يحتاج الوقت.