إلى روح الثائر حيدر الربيعي .. لوركا العراق . (بقلم عمر سعيد)
إلى روح الثائر
حيدر الربيعي .. لوركا العراق
يا حيدر ..
يقال أن المسافر إلى وطنه ، قد يضطره المسير إلى النوم في الطريق ..
وقيل أن الذين يموتون في الثورة ، يُنَصّبون في سماوات أوطانهم أحبة لفقرائه ..
ها أنا ذا انتظر على فتحة من جرحنا المشترك ..
و لحزنك الراقد تحت غبار الشوارع أنحني ..
وأعترف أني أقل من ثائر ..
إذ كيف يثور من لا يبكي وجهك العربي في العراق ..
ويعزيني اني شريك لك في وطن يأكل أسياده فيه الفراخ ..
صغيراً مت يا حيدر ..
والذين يموتون صغاراً ، لا يكبرون ..
نعتذر منك لأننا من أمة لا تؤرخ لغير الموت والشهداء ..
ولأن مسافات الطريق إلى أوطاننا تقاس بطول الجراح في أجساد السائرين ..
يا حيدر
غفوت تشتهي وطناً بلون عينين الحبيبة ..
وقد خرجت منه عارياً إلا من الحب ..
وكفّاك تمسح الوقت عن دم لوركا الذي يرفض السقوط في الساحة التحرير ..
يا حيدر ..
ماذا لو أنا قررنا أن نطلق على أيامنا أسماء شهدائنا ؟!
ترى كم شهيداً سيبلغ عمر الواحد منا ؟!
وكم شهيداً ستصبح مساحة الوطن ؟!
يا حيدر
لا فرق يذكر بين الإقامة فوق التراب وتحته ..
ما دامت وجوه فقرائنا معفرة بالحرائق والأمل .
وما دامت جريمتنا جميعاً الحلم بوطن يشبه عينين الحبيبة .
يا حيدر ..
بين قبرك وقلوبنا حبل سرة لن ينقطع
حتى إن عز الوقوف تحت زخات الرصاص.
عمر سعيد
ملاحظة : جاء في الرسالة التي وجدت في جيب حيدر :
الاسم حيدر حسين محمد الربيعي
العنوان : بغداد – الزعفرانية – دوار الشرطة .
التولد : ٢٥-٥-٢٠٠٥
# أريد وطناً يشبه عيون حبيبتي .
عاش العراق