معالم “الكارثة” بدأت ترتسم
حجم الصورة المأساوية للواقع اللبناني، بات أكبر من أن يُحتوى، المشهد الحياتي أقلّ ما يقال فيه أنّه لم يعد يطاق؛ صار المواطن يشعر بثقل الايام المقبلة، وترتسم في مخيّلته، منذ الآن، المشاهد القاتمة التي تنتظره. خصوصاً وانّ معالم الكارثة قد بدأت ترتسم من خلال المؤشرات والحقائق التالية:
– أولاً، المواد الاستهلاكية تتضاءل، ولن يطول الامر اكثر من شهر أو شهرين على الأكثر حتى تختفي من المتاجر لائحة طويلة من المواد الحيوية، من ضمنها موادّ غذائية أساسية.
– ثانياً، سعر صرف الدولار يرتفع بشكل يومي، وهو يبدو بلا سقف. وكذلك اسعار السلع، وتآكل القدرة الشرائية للمواطن.
– ثالثاً، المؤسسات تغلق تباعاً. وكما كان معروفاً قبل نهاية العام 2019، انّ قسماً كبيراً من المؤسسات تنتظر حتى مطلع 2020 لتتخذ قرارها. وقد بدأت طلائع قرارات الإقفال في الظهور، وستكون اللائحة طويلة وكارثية على الناس. وسيرتفع منسوب الفقر والعوز والبطالة.
– رابعاً، الكارثة الصحية حلّت تقريباً، وصار الدخول الى المستشفى مغامرة غير محسوبة النتائج، لأنّ المستلزمات الطبية نفدت بقسم كبير منها، وباتت المستشفيات عاجزة عن إجراء انواع كثيرة من العمليات الجراحية.
– خامساً، الخدمات الأساسية وفي مقدمها الكهرباء تضمحلّ. وبدلاً من الـ24 ساعة الموعودة، سيشهد البلد تقنيناً إضافياً قد يزداد في حال ارتفع سعر النفط اكثر.
– سادساً، المدارس تعاني ضائقة مالية مرتبطة بعجز قسم كبير من الأهل عن تسديد أقساط أولادهم. وهناك من يؤكد أنّ عدداً من المدارس الخاصة ستُضطر الى إغلاق ابوابها في العام المقبل.
– سابعاً، الإجراءات الظالمة في البنوك مستمرة، وقلق الناس على مدّخراتها مُبرّر، ولا تطمينات حقيقية تخفّف من المعاناة.
– ثامناً، كلّ يوم يسمع اللبناني مصيبة على وشك الحصول. مرة تظهر مؤشرات أزمة محروقات، وغشّ في العدادات، ومرة أخرى أزمة رغيف، وبعدها أزمة غاز، ومؤخراً أزمة انقطاع الانترنت…
– تاسعاً، الطرقات تطوف، حوادث الطرق بسبب إهمال البنية التحتية ترتفع، جرائم السرقة والاعتداءات تتزايد، وكذلك حوادث الانتحار بسبب الضائقة المالية.
– عاشراً، لا يشعر المواطن بوجود مسؤول مُدرك للمصيبة التي حلّت بالبلد، ولا تزال الطبقة السياسية في معظمها تتصرّف وكأنّ البلد في ألف خير.
في إطار هذه الصورة السوداء، يبدو الوضع مفتوحاً على كارثة اقتصادية ومالية واجتماعية مكتملة العناصر، فيما السلطة غائبة بشكل تام، وكأنّ لا سلطة، والدولة ماضية على طريقة «ماشية والرب راعيها» .
الجمهورية