اخبار العالم

لماذا تخطئ صواريخ الميليشيات العراقية المدعومة من طهران أهدافها؟

طرح هجوم ليل الأربعاء – الخميس على مبنى السفارة الأميركية الواقع في المنطقة الخضراء المغلقة وسط العاصمة العراقية، أسئلة بشأن الأسباب التي تدعو الصواريخ المصنّعة إيرانياً إلى أن تخطأ أهدافها على الدوام.

وإذا كانت صواريخ الحرس الثوري التي انطلقت من مدينة كرمنشاه الإيرانية ثأراً لسليماني، سقطت في قاعدة عين الأسد غرب الأنبار باعتراف الجميع، من دون أن تقتل أحداً، وفق الروايتين الأميركية والعراقية، فإن صواريخ الكاتيوشا التي تطلقها الميليشيات الموالية لإيران من مناطق شرق العاصمة بغداد على مبنى السفارة الأميركية منذ ثلاثة أشهر لا يصيب أي منها هدفه. فهل تخشى الميليشيات التصعيد؟

يعتقد مراقبون أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران تتجنب عمداً إصابة السفارة الأميركية أو أي منشأة أخرى تستضيف قوات أميركية في العراق خشية مقتل رعايا أميركيين، بعدما اختبرت رد الولايات المتحدة على هجوم كركوك.

يكاد هذا التفسير ينطبق على حالة الهجوم الصاروخي الإيراني ليل الثلاثاء – الأربعاء على القواعد العراقية، إذ انتهى من دون إصابة عسكري أميركي واحد، وفق الرواية الأميركية، على الرغم من اطلاق 22 صاروخاً خلاله، ما عزز فرضية أن إيران تتجنب إراقة دماء أميركية، خشية رد كبير من الولايات المتحدة.

الميليشيات تتبرأ!

مع أن العراقيين وحكومتهم وساستهم، يعلمون أن الميليشيات التي تحركها إيران، هي التي تنفذ الأعمال العدائية ضد مصالح الولايات المتحدة في البلاد، إلا أن قادة هذه الميليشيات يصرون على نفي أي صلة لهم بهذه الأعمال.

كانت “كتائب حزب الله” أعلنت يوم الثلاثاء 7 ديسمبر (الماضي) أنها غير مسؤولة عن هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء يُعتقد أنه استهدف السفارة الأميركية ولم يصبها، لكنها تسبب بمقتل فتاة بعد سقوط أحد الصواريخ على منزلها في منطقة الجادرية القريبة.

وعادت ميليشيا “عصائب أهل الحق” بزعامة قيس الخزعلي، المطلوب للولايات المتحدة بقضايا إرهاب، لتعلن فجر الخميس أنها وكل الميليشيات العراقية التي تموّلها إيران، التي يفوق تعدادها الـ 50، غير مسؤولة عن الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية بصاروخين.

وأكد القيادي في “العصائب” جواد الطليباوي، أن “لا صلة لفصائل الحشد بالهجمات الصاروخية التي تُطلق على المنطقة الخضراء أو غيرها”، نافياً وجود “أي نشاط أو عمليات لفصائل المقاومة منذ استشهاد القادة (قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس) وإلى الآن”.

واستعاد الطليباوي تهديدات أطلقها زعيمه الخزعلي بأن رد الميليشيات العراقية على مقتل المهندس سيكون قاسياً، بعدما “ثأرت” إيران لمقتل سليماني عبر قصف قاعدة عين الأسد، مشيراً إلى أنه “من المعيب” أن تُنسب الهجمات بصواريخ الكاتيوشا إلى “فصائل المقاومة”.

وتُعد الكاتيوشا، السلاح الصاروخي الرئيسي الذي تجهز به إيران كل الميليشيات المرتبطة بها في العراق، ولا يُعرَف أي طرف آخر يملكها.
نتائج عرضية

ومن النتائج العرضية للتصعيد على الأرض العراقية، إعلان اليابان إغلاق سفارتها في بغداد، داعيةً رعاياها إلى مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن “بسبب التوتر المتزايد في المنطقة واحتمال حدوث حالة غير متوقعة في المستقبل القريب”. وقالت الخارجية اليابانية إنها ستساعد في إجلاء المواطنين من خلال القنصلية في محافظة أربيل.
سبق ذلك، إعلان شركة الطيران الأسترالية والخطوط الجوية الماليزية والسنغافورية والفرنسية والألمانية، إضافة إلى إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، تغيير مسار رحلاتها عبر الشرق الأوسط وتجنب المجالين الجويَين الإيراني والعراقي، تحسباً لأي خطر.

المصدر : اندبندنت العربية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى