فتنة مذهبية تخيم فوق بيروت والانتفاضة… مناصرون لأمل وحزب الله يواجهون الأمن
التوتر السياسي الذي سيطر بعد ظهر الإثنين 16 ديسمبر (كانون الأول)، بسبب حرب البيانات بين المصادر المقربة من رئيس الجمهورية وتيار “المستقبل” الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لم يدع اللبنانيين ينعمون بنوم هادئ.
فلليلة الثالثة على التوالي عادت أصوات القنابل المسيلة للدموع ودخانها والمفرقعات وألسنة النار لتتصدر مشهد الساحات في وسط بيروت.
وفي المعلومات أن فيديو (نتحفظ عن نشره) انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيه كلمات نابية من أحد الأشخاص الذين يعيشون في اليونان، اسمه سامر الصيداوي، وتناول فيه الطائفة الشيعية، أدى إلى مهاجمة مناصرين لحركة أمل وحزب الله ساحة الشهداء، والساحات المجاورة، وسط معلومات عن إحراقهم بعض خيم للمتظاهرين السلميين الذين لا علاقة لهم بما أقدم عليه المواطن الذي يعيش في اليونان. يذكر ان عائلة هذا الشخص أصدرت بياناً تنستنكر ما قام به وتبرأت من أفعاله.
وفي الأجواء ذاتها، هاجم مناصرون لأمل وحزب الله موقعي الاعتصام في كل من صيدا والنبطية الجنوبيتين، وأحرقوا الخيم. وفي المقابل، أكد الثوار في بيانات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي استمرارهم في تحركاتهم وفي الساحات حتى تحقيق مطالب الانتفاضة.
المعالجة الأمنية
وحاولت القوى الأمنية تفريق المهاجمين، فيما عملت قوات مكافحة الشغب على إطلاق الغاز المسيل للدموع. ومع تقدم الوقت، زادت أعمال الشغب واندلعت النيران في سيارات عدة، وخصوصاً بالقرب من جسر الرينغ، كما عمد بعض الشبّان على الاعتداء على الصحافيين الذين يحاولون وسط ظروف صعبة القيام بأعمالهم.
على الفور نفذت القوى الأمنية انتشاراً واسعاً على كافة المفارق المؤدية إلى “رياض الصلح” و”ساحة الشهداء” و”اللعازارية”، (أمكنة داخل وسط بيروت) في ظل انخفاض ملحوظٍ في أعداد المتظاهرين الذين يتواجدون في المعتاد في هذه الأمكنة. وحتى الساعة تضرب القوى الأمنية طوقاً على مداخل وسط بيروت، في محاولة لمنع أنصار “أمل” وحزب الله من التوافد بأعداد كبيرة إلى الأمكنة التي يتركز فيها في المعتاد المتظاهرون السلميون. وبلغ من حدة المواجهات أن دخان القنابل المسيلة للدموع غطى الساحات والأبنية والشوارع وكأن موجة ضباب كثيف قد ضربت وسط العاصمة.
وبقي المشهد على هذه الحال حتى ارتفع من مسجد المحلة نداء موجه إلى الشبان يدعوهم إلى وأد الفتنة والتوقف عن مواجهة قوى الأمن. في الأثناء، جرت مساع بين حركة أمل وحزب الله من جهة واستخبارات الجيش اللبناني من جهة أخرى. وترافق ذلك مع تقدّم ميداني لقوة من الجيش، وحسمت الموقف.
بالتزامن مع ابتعاد رائحة القنابل المسيلة للدموع من سماء بيروت، أقفل عدد من المحتجين طريق بيروت الشمال.
الاصوات المنددة
ولإحتواء التداعيات صدر عن آل الصيداوي في مدينة طرابلس بيانٌ اعلنوا فيه بأن هذا التسجيل لا يعني العائلة بأي شكل من الأشكال.
وقالوا في بيان: “إنهم كانوا وسيبقون مع الوحدة الوطنية واحترام الآخرين وتحت سقف القانون والجيش اللبناني والقوى الأمنية”. وعبّر آل الصيداوي عن رفضهم التعرض لأيٍّ كان، “وكل ما صدر عن الشاب لا يمثلهم، ويدعوه للعودة الى صوابه والاعتذار الفوري ممن تمت الاساءة اليهم، فالعودة الى الصواب فضيلة”. كذلك صدرت تصريحات من رجال دين من الطائفة السنية يشجبون ما صدر عن سامر الصيداوي ويدعون الى وأد الفتنة وتفويت الفرصة وتهدئة النفوس. كذلك، وفي محاولة لاستيعاب الوضع والحد من التداعيات الخطيرة دعت قيادتا حزب الله وحركة أمل الى “عدم الانجرار إلى حالات الغضب من جراء الفيديوهات الفتنوية”.
المصدر : اندبندنت