إيران في معركة يائسة للإبقاء على نفوذها في العراق ولبنان
لم تولد سياسة القبضة الحديدية التي أدت خلال الأيام الماضية إلى مقتل 267 شخصاً، سوى مزيد من التظاهرات والاحتجاجات، حيث خرجت أضخم احتجاجات يشهدها العراق منذ سقوط نظام صدام حسين بتجمع الآلاف وسط بغداد. كما هاجم المحتجون القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء الشيعية، وأزالوا العلم الإيراني ورفعوا مكانه العلم العراقي.
بالإضافة إلى ذلك، شن محتجون هجمات على قواعد ميليشيا الحشد الشعبي في كل من الناصرية والديوانية والتي قُتل فيها 13 متظاهراً، حينما تعرضت منظمة بدر المدعومة من إيران لهجمات.
وفي لبنان، الذي يعد أهم بلد شرق أوسطي حليف لإيران، هاجم مقاتلون تابعون لحزب الله المتظاهرين السلميين في محاولة يائسة لمنع التيار الاحتجاجي من اكتساب مزيد من الزخم. كما ذكرت تقارير صحافية أن تظاهرات ضد حزب الله اندلعت في مدينة بعلبك والتي ظلت معقلاً حصيناً لإيران منذ تأسيسها حزب الله عام 1984.
غير مرحب بإيران
وفي حين تشير تقارير بحثية إلى أن إيران قد تلجأ في النهاية إلى خيار التفاوض حول حجم وقوة شبكات النفوذ التابعة لها في العراق ولبنان في حال امتداد وتواصل الاحتجاجات والاضطرابات، إلا أنها سوف تسعى إلى الصمود ومقاومة التغيير والحملات الشعبية الضاغطة عبر مساندة وكلائها، نظراً إلى أن المجتمعات المنقسمة والدول الضعيفة تصبح فريسة وصيداً سهلاً للنفوذ الإيراني.
ولهذا تنصح مراكز الدراسات الغربية بدعم مؤسسات الدولة في الشرق الأوسط كي تخدم مصالح الدولة الوطنية، والتي تعد خط الدفاع الأول ضد محاولات النفوذ والتأثير الخارجي، وأن مواجهة النفوذ الإيراني يجب أن ترتكز على هذه الاستراتيجية.
لكن بصرف النظر عن محاولات إيران المستميتة للإبقاء على نفوذها في المنطقة، فإن الرسالة خرجت بصوت عال وواضح في جميع أرجاء العالم العربي، وهي أن سعي إيران إلى التدخل في الشؤون الداخلية للعرب غير مرحب به.