تزامناً مع الانتشار الجديد لمليشيا “حزب الله” اللبنانية في بعض قرى القلمون الغربي، انسحبت مجموعاته من بلدة معلولا بشكل كامل، مع إخلاء كافة مقراتها ومستودعاتها من السلاح والعتاد العسكري، بحسب مراسل “المدن” سليم النحاس.
وكانت “المدن” قد أشارت إلى إخلاء الحزب لبعض مواقعه في البلدة المسيحية، إلا أنه عاد ونفذ انسحاباً كاملاً، فأخلى دير مار تقلا وحاجز مدخل معلولا، أكبر حواجز القلمون الغربي. وتمركزت مجموعات الحزب المُنسحبة في الجبال المحيطة بمعلولا، والتي عملت سابقاً فيها على حفر أنفاق وخنادق لتخزين السلاح والمبيت داخلها.
مصادر خاصة لـ”المدن”، كشفت تفاصيل خروج “حزب الله” بشكل مفاجئ، مؤكدة أن رأس النظام يقف وراء انسحابه من المنطقة بشكل مُباشر. وقالت مصادر “المدن” إن رُهباناً وقساوسة، فضلاً عن مسؤولين مسيحيين من البلدة، تقدموا بشكوى رسمية للرئيس بشار الأسد، خلال زيارته لبلدة صيدنايا المجاورة في تموز/يوليو.
الشكوى أكدت قيام “حزب الله” بسرقة كنز أثري، ونقله إلى الأراض حزب الله طُرد من بلدة معلولا السورية بعد سرقة كنز أثري ونقله إلى الأراضي اللبنانية ي اللبنانية، بعد العثور عليه مؤخراً في دير مار تقلا التاريخي. وأكدت الشكوى أن الحزب لم يتوقف عن التنقيب عن الآثار والذهب وسرقتها، وهي تعتبر كنوزاً للبلدة والكنائس التاريخية فيها. الحزب واصل التنقيب عن الآثار منذ سيطرته على البلدة في 2014. وكان رجال دين مسيحيون قد حرّضوا بعض قادة المليشيات المسيحية الموالية، لمضايقة عناصر “حزب الله”، بعدما تعهد بشار الأسد، بإخراجهم من معلولا بشكل سريع.
مصادر “المدن” قالت إن بشار طلب من قيادة “حزب الله” سحب مجموعاتها من معلولا، تجنباً لصدام مسيحي–شيعي في قرى القلمون، بعد تأكيد حوادث سرقة الذهب وآثار الكنائس والأديرة التي يعود عمرها لمئات السنين. ويتهم أهالي معلولا، ورجال الدين المسيحيين، مليشيا “حزب الله” واستخبارات النظام، بالوقوف خلف عمليات النهب الممنهجة التي طالت دير مار تقلا بُعيد خروج تنظيم “جبهة النصرة” منها.
إذ وثق الأهالي والمختصون، سرقة عناصر الحزب لعشرات اللوحات والأيقونات التي تعود لقرون ماضية، وكيلوغرامات من الذهب العتيق، وقطع أثرية كانت داخل الدير، رغم ادعاء الحزب ومخابرات النظام بأن “جبهة النصرة” من قامت بتلك السرقات، في فترة سيطرتها القصيرة على المدينة بين أيلول 2013 ونيسان 2014.
وليست معلولا وحدها من شهدت عمليات تنقيب من قبل “حزب الله” عن الذهب والآثار، بل أن ذلك يجرى بشكل متواصل في جميع مناطق سيطرة الحزب، كما يحدث الآن في البخعة ويبرود في القلمون الغربي.
Back to top button