“فاشل باليد ولا عشرة على الشجرة” (بقلم عمر سعيد)
شعار كل استحقاق انتخابي ..
يستوطن لا وعي الجميع في المنطقة العربية عامة ولبنان خاصة .
فالمسؤول الفاشل ركن من أركان إيمان الناخب الفاشل ، لا تكتمل عقيدته وخلاصه إلا به.
والمسؤول الفاشل حالة من الرتابة تسكن الناخبين ، وتغريهم بفترة إضافية من اللاحول والعجز الذي ينأى بهم عن كل تحد مجهول ، أقل ما فيه تحريك الواقع الآسن الذي تعفن منذ عقود .
المسؤول الفاشل جزء من أثاث بيوت الناخبين الفاشلين ، يصعب التخلي عنه ، ولا يمكن ترك مكانه فارغاً ، ويستحيل ملؤه بقطعة جديدة تختلف مع المألوف المزمن لتصميم بيوتنا الباهت .
المسؤول الفاشل واحد من تلك الأكلات الشعبية التي تحذر الجدات من التلاعب بمقادير مكوناتها لئلا تفقد نكهتها ، الأمر الذي جعلها غير قابلة للتغيير أو التطور رغم مرور عقود وقرون على تناولها، حتى غدا مذاقها واحداً من الجينات الوراثية في بيولوجيا أطفالنا .
المسؤول الفاشل واحد من المقدسات التي لا دليل على قدسيتها، لكن قدسيته تأصلت في التكوين النفسي للناخب الفاشل ، فصار يخشى المساس بهذا المقدس تجنبا لغضب الطبيعة والسماء .
المسؤول الفاشل في بلادي كالربابة ، آلة بوتر واحد تصدر نغماً محدوداً، غالبية طبقاته تلامس النشاز . وقد عجزت هذه الآلة عن الخروج من جلد الحمار وشعر ذيل الحصان ومنذ قرون طويلة . فلا أصالتها مكنت الأجيال من ترويجها عالمياً ، ولا هي باتت قابلة للتدريس في معاهد الموسيقة المحلية والعالمية .
والناخب الفاشل في بلدي أشبه بالمنجيرة ، مجرد أنبوب بخمسة ثقوب ، أقصى ما يعزفه من نغمات دلعونة وهوارة وابو الزلف، تمكن الدبيك من ضربات تتكرر طوال الوقت ، ومنذ مئات السنين دون أقل اختلاف فيها ، وإن تخللها بعض هزات الكتف من تهويجة لأخرى .
والناخب الفاشل والمسؤول الفاشل في بلدي يذكرانني بآلة السمسمية عند نَوَر العقبة في الأردن ، مجرد تنكة فارغة ، واسلاك معدنية مثبته إليها ، يصدر عن اهتزازها مزيج من النغم والنشاز الذي إن أطلت الإصغاء إليه ، فقدت كل ملكة تمكنك من تمييز الجمال المختلف.
ويظل في داخلي سؤال واحد يشظي سكينتي :
لم لا يتنحى المسؤول الفاشل في بلدي لصالح محاولات سواه ، ولم يصر الناخب الفاشل في بلدي على شعار :
” مسؤول فاشل باليد ولا عشرة ع الشجرة ؟! ”
و أسوأ الوجوه وجه تعرفه بكل ملامح الفشل والشؤم فيه ، وتخشى التعرف إلى غيره .
عمر سعيد