المؤامرة مكشوفة ومستمرة
عوني الكعكي
في الجرائم السياسية قد يُعرف من نفذ الجريمة ولكن ليس هناك إثبات لأنّ المخطط أقوى من أن يكتشف… بقيت الحال هكذا ما قبل عصر الهاتف الخلوي، فأصبح اكتشاف الجرائم أمراً بسيطاً وممكناً، ولنبدأ بالجرائم الصغيرة… الجميع يتذكر منذ سنوات عدة تمّت سرقة كنيسة الروم في الاشرفية، واستطاعت شعبة المعلومات أن تكتشف الذين سرقوها خلال ساعات، طبعاً هناك تقنية لدى شعبة المعلومات تعتمد على الخلوي وهكذا تم حصر أحد اللصوص وأُلقي القبض عليه فاعترف عن شركائه الثلاثة الذين اعتقلوا بدورهم.
اليوم هناك حادث حصل في قبرشمون وهناك ڤيديوهات توزّع شمالاً ويميناً حتى أصبح العدد هائلاً، وهناك صعوبة في البحث عن الحقيقة!
وتحضرني بضعة أسئلة:
أولاً: ماذا عن خطاب التحريض؟
ثانياً: ماذا عن قول «إنني أسترجع حقوق المسيحيين التي سرقها المسلمون؟».
ثالثاً: ماذا عن قانون الانتخابات الهجين الذي فُصّل على قياس الفتنة؟
رابعاً: ماذا عن تصريح وزير «حزب الله» محمود القماطي وتهديده لجنبلاط، وأنه يقف الى جانب الأمير طلال أرسلان؟
خامساً: ماذا عن زيارة بشرّي والموكب المستفز؟
سادساً: ماذا عن زيارة زغرتا والتحدّيات لزعيم الشمال الوزير سليمان فرنجية؟
سابعاً: ماذا عن زيارة البقاع والتصريحات والتحدّيات ثم نفيها؟
ثامناً: ماذا عن عقد الوزير جبران باسيل إجتماعاً في وزارة الخارجية… طبعاً الوزارة ملك شخصي لآل باسيل، وتوقيت ذلك مع انعقاد مجلس الوزراء، وتصريح الوزير باسيل أنه متضامن مع الوزير السابق طلال أرسلان؟
فعلاً، لو توقفنا قليلاً عند ما حدث يوم الأحد الماضي في قبر شمون فنتساءل: هل جاءت هذه الأحداث من دون خلفيات؟
الجواب طبعاً: مستحيل!.. والسبب بسيط وهو أنّ عقل جبران باسيل الذي يبحث ليلاً ونهاراً عن مشاريع فتنة هو عقل شيطاني يحسّن له أن هذا السلوك وهذه التصرفات هي لمصلحته وبهذه الطريقة يمكن أن يصل الى هدفه الذي هو باختصار أنه يرى نفسه أهم مرشح لرئاسة الجمهورية… وهذا حق من حقوقه، وهو الذي رسب مرتين في دورتين إنتخابيتين ما دفع حلفاءه (وحلفاء عمه) لأن يغيّروا قانون الانتخابات ويركبوا قانوناً عجيباً غريباً وهجيناً حتى استطاع أن ينجح ولكن بأصوات أهل السنّة في منطقته.
أخيراً، الله يحمي هذا البلد من المخططات وخاصة من المخطط السوري الذي يريد أن يعود الى لبنان ناسياً أو متناسياً الطريقة غير اللائقة لإخراجه من لبنان عام ٢٠٠٥ بعد اغتيال شهيد الوطن الرئيس رفيق الحريري.
فالسعي السوري لم يتوقف لعودة النفوذ الى لبنان والإطباق على القرار فيه من خلال «حزب الله» وحلفائه لرجحان كفة الفريق الموازي لسوريا وإيران سواء في مجلس النواب أم في مجلس الوزراء، ومن يجهل أنّ بشار الاسد ضغط على السيّد حسن نصرالله وتم استبدال الأمين القطري لحزب البعث السوري في لبنان عاصم قانصوه بجميل السيّد الخبير في المخططات السورية في لبنان.
وفي لمحة بسيطة الى قانون الانتخاب الذي فصّل من أجل عودة الرموز السورية الى السلطة في لبنان عن طريق «حزب الله» والمال الايراني والجماعات المتعاونة معهم.
إنّ المؤامرة على الوطن مستمرة طالما هناك رغبات ومصالح لسوريا في لبنان وكأنها لم تتعلم الدرس.
وأخيراً، وليس آخراً… هل هي مجرّد مصادفة أنّ اللبنانيين ومحبّي لبنان أيضاً على موعد مع الأحداث المؤسفة في مطلع كلّ صيف، على أبواب موسم الإصطياف بالذات؟!.