بشري .. (بقلم عمر سعيد)
بشري
بشري سجادة صلاة لا تتسع لاثنين مؤمن وكذاب ..
لذلك أخفضت جناحها منذ القرن الماضي لمؤمن إنسان ..
عرف كيف يلوي عنق الكلام إذا ما تلا ، وأدرك كيف يسكب الحب من أصابعه أنهارا إذا ما اغدق الضياء ..
بشري لن تكون مدينة مزاد علني ..
و لن تفتح معابدها لآلهة عابرين .
فهي التي تهب الكون آلهة .. والكون يعي ذلك، ويطيع .
يمكن لأي ساع أن يتعلق بحبل جرس كنيسة ، ليبدأ قفزه..
ويمكن للناقوس ان يصدح برنين مرتفع ..
إلأ أن تقاطر المؤمنين إلى القداديس؛ لا يصنعه تارجح ناقوس في جوف جرس، تشد حباله أكف تصنع شعوذة وكداء..
والحب أبعد من موعد ولقاء ..
فالحب راحلة تعرج بالإنسان فوق أكتاف السماء ..
بشري بلد ذخائر قديسي عقول ونضال ..
و هي مدينة بحجم فاس وبغداد و أورشليم ..
مدينة توقظ البشرية بأبجديتها ونبوءتها بضوء ، يشع من غار يهبط فيه وحي كحراء وقانا الجليل ..
مدينة صعودها لا يكون بأقدام ، ما لامست أكفها التراب حافية من قبل !
مدينة تتقن حياكة التراب والدم سجادة سحرية تحت أقدام رسل ، يصدقون الناس بنبوءات حقيقية..
بشري مدينة ما عرفت من قبل عبادة اللات وعزى ، ولا أقبلَ حجيجُها على الطواف حول أوثان ..
لكل ذلك ، فليسلك كل مسيلَمة طريقه إلى ردته ..
وليترك شعاب بشري وبطاحها لنبي خبر الحب والجرح والحياة .
فبشري مدينة النبي جبران ..
عمر سعيد
الحواشي :
كداء : فقر وعوز
حراء : الغار الذي هبك فيه الوحي على النبي محمد .
اللات وعزى : أوثان جاهلية قبل الإسلام.
مسيلمة : كذاب ادعى النبوة وعرف بكذبه.
عمر سعيد