مغامرات إيران وحسابات الحرب الأميركية
على الرغم من أن نذر الحرب مع إيران كانت تبدو لكثير من المحللين الأميركيين أمراً بعيد المنال، إلا أنه بعد ساعات قليلة من الهجوم على ناقلتي البتروكيماويات قرب مضيق هرمز الحيوي، بعد أقل من شهر واحد على هجوم مماثل ضد أربع سفن أمام سواحل الإمارات، وفي ظل توترات متصاعدة حول برنامج إيران النووي، أصبح واضحاً للجميع أن التداعيات الاستراتيجية لهذه الحوادث ستقود حتماً إلى ما هو أسوأ. فالمخاوف من احتمال تكرار هجمات أخرى مماثلة وتأثيراتها الفورية في أسعار البترول الذي قفز بنسبة أربعة في المئة، سيزيد من القلق العالمي.
وإذا ما تأكدت تقارير نقلتها وسائل إعلام أميركية بأن وزارة الدفاع “البنتاغون” لديها صور وفيديو تظهر زورقاً بحرياً إيرانياً يزيل لغماً لم ينفجر كان ملتصقاً بهيكل إحدى الناقلات المستهدفة، فإن ذلك سيحرك الأمور نحو مسارات خطيرة.
استراتيجية الهجمات المتقطعة
ويقول أنطوني كوردسمان خبير الأمن الدولي، إن “إيران لا تستطيع شن حرب كبيرة، لكن بوسعها تدبير هجمات متقطعة على نطاق محدود، قد لا تستفز الولايات المتحدة بشكل مباشر، ولكن في الوقت ذاته تُحدث صدمة كافية للقفز بأسعار البترول صعوداً”.
ويضيف الخبير الاستراتيجي، إن “الناقلات في الخليج وبحر العرب مُعرّضة للهجوم من صواريخ صغيرة مضادة للسفن، ولهجمات من غواصات وعبوات ناسفة تلقيها طائرات صغيرة مُسيّرة ومُوجهة عن بعد، فضلاً عن إمكان زرع إيران لألغام صغيرة تحت سطح المياه حيث تسير الناقلات”.
ويتماشى هذا التحليل مع ما قاله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي اتهم “إيران بتدبير التفجيرين استناداً إلى تقارير استخباراتية وتجارب سابقة”، كما أنه لم يستبعد أن “تكون إحدى التشكيلات المرتبطة بإيران والتي تعمل بالوكالة عنها هي من نفذ هذين التفجيرين، باعتبار أنه لا تتوافر الخبرات لمثل هذه العمليات سوى لدى المنظمات المرتبطة بطهران”.
وليس من الغريب أن يصل بومبيو لهذه النتيجة، فقبل أسبوع واحد توقع الجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، أن تشن إيران ووكلاؤها هجوماً وشيكاً. والأمر نفسه تكرر قبل أن تشن إيران هجمات على أربع سفن في الخليج في مايو (أيار) 2019، حين حذرت القوات البحرية الأميركية من شن إيران ووكلائها هجمات ضد ناقلات بترول تجارية أو حتى استهداف سفن حربية أميركية في الخليج العربي أو باب المندب أو البحر الأحمر.
واشنطن مُطالبة بخطوات حاسمة
وإلى حين استكمال التحقيقات حول التفجيرين، خصوصاً بعد اكتشاف لغم بحري قرب موقع السفن المستهدفة، ما سيساعد على فحصه واستخلاص معلومات حول مصدره، يرى خبراء استراتيجيون أن الولايات المتحدة ستكون في وضع يدفعها إلى اتخاذ خطوات حاسمة تجاه محاولات إيران صب مزيد من الزيت على نار الأزمة، عبر الاستفزازات المتتالية والتسبب في إحداث اضطراب اقتصادي عالمي، على أمل تخفيف ضغوط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتصاعدة ضد طهران. فالرئيس الإيراني حسن روحاني اعترف قبل أشهر بأن إيران لديها القوة للإضرار بتجارة النفط، وهو ما يعني تعطيل أو إغلاق الملاحة البحرية في مضيق هرمز، الأمر الذي قد يتسبب في خفض إمدادات البترول العالمية بنسبة 20 في المئة على الأقل.
ويرى خبراء أمنيون أن السفن الحربية الأميركية التي تصل تباعاً إلى المنطقة، تظهر الجدية التي تتعامل بها الإدارة الأميركية مع التصعيد الإيراني هذه المرة، خلافاً لتهديدات إيرانية مشابهة في الأعوام 2011 و2012 و2016.
وفي كل الأحوال، لن تكون الولايات المتحدة هي البلد الوحيد المهتم بإنهاء هذه التوترات وانعكاساتها على الوضع الاقتصادي العالمي، فمعظم الإمدادات البترولية تذهب إلى الأسواق الآسيوية، خصوصاً اليابان والصين والهند.
صحيح أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام كل الطرق السياسية والدبلوماسية، وتصريحات ترمب الأخيرة أنه ينتظر اتصالاً من طهران، وإعلان واشنطن مراراً عن رغبتها في عدم اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، يعزز هذا الموقف، إلا أنها أوضحت استعدادها للدفاع عن المصالح الأميركية وضمان حرية الملاحة الدولية، لا سيما أن ثلث ناقلات البترول في العالم تمر من خلال مضيق هرمز، حيث يشحن 18.5 مليون برميل يومياً من هذا المضيق الاستراتيجي في عام 2016، ما يجعله أكثر المضائق أهمية لإمدادات البترول، ومن ثم للاقتصاد العالمي الذي بدأ يعاني من ملامح ركود ولا يتحمل أزمات أخرى.
الخيار العسكري ليس مستبعداً
في ظل الاستفزازات الإيرانية والتوترات المتصاعدة والحشد العسكري وحالة التأهب القائمة لدى القوات الأميركية وأيضاً الإيرانية، التي رفعت حالة التأهب منذ بداية مايو 2019 إلى أعلى درجاتها، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة بما فيها الخيار العسكري، وفقاً لما يقوله خبراء عسكريون. فقبل أسابيع، بدأ مخططو الحرب في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، ومعهم كبار رجال أجهزة الاستخبارات، في إلقاء نظرة متفحصة على ما يمكن أن يكون عليه شكل الصراع العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، في حال فشل الضغوط الأميركية في إخضاع النظام الإيراني، واستمرار طهران في تهديد الملاحة العالمية أو المغامرة باستهداف السفن الحربية الأميركية.
انتشار القوات الأميركية
وفيما يتواصل منذ أسابيع، وصول قوات وسفن حربية وقاذفات استراتيجية من نوع بي- 52، كشف القائم بعمل وزير الدفاع باتريك شانهان، أن 900 جندي إضافي سيتوجهون إلى منطقة الخليج”، وهو لم يستبعد في تصريحات سابقة إرسال عشرات الآلاف من الجنود إذا تطلب الأمر.
وتزامن ذلك مع إرسال بطاريات صواريخ باتريوت، فضلاً عن وصول حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن”، التي تزن 90 ألف طن وتحمل 6000 جندي و70 طائرة متعددة المهام، منها 44 طائرة من طراز “أف- 18 هورنيت”.
وترافق حاملة الطائرات، التي تُعد من أكبر وأهم حاملات الطائرات، سفن قتالية ومدمرات وسفن صواريخ كروز موجهة.
وتُضاف هذه القوات إلى تلك المنتشرة بشكل دائم في مناطق متعددة بالخليج والشرق الأوسط، فوفقاً لتقرير صدر من مشروع الأمن الأميركي منتصف عام 2018، يوجد للقوات الأميركية مراكز انتشار ثابتة ومعلنة تتوزع في أكثر من بلد كالتالي:
البحرين:
تتمركز فيها قوات الأسطول الخامس والتي تشمل نحو 7000 جندي و21 سفينة، تتكون من مدمرات وسفن دورية وسفن برمائية، فضلاً عن 53 طائرة في قاعدة المحرق، تضم طائرات “أف- 18″ و”أف- 16” القتالية وطائرات ذات مهام أخرى.
قطر:
ينتشر بها 10 آلاف جندي في أكبر قاعدة أميركية وهي “العيديد”، التي تضم مقر القيادة المركزية وقيادة القوات الجوية والقوات الخاصة.
الإمارات:
يوجد بها نحو 5000 جندي، وفقاً لاتفاق تعاون دفاعي بين البلدين، فضلاً عن طائرات استطلاع ومراقبة وطائرات مقاتلة من طراز “أف- 22 رابتور”، التي تُعد أحدث طائرة في سلاح الجو الأميركي، وتحظر الولايات المتحدة تصديرها لأية دولة أخرى، وهي تتفوق تكنولوجياً على طائرات “أف- 35” المتطورة.
الكويت:
ويوجد بها أكثر من 2200 جندي وفرقة 386 المحمولة جواً وطائرات نقل من طراز “سي- 130″ و”سي- 17”.
عُمان:
تقدم عُمان تسهيلات بحرية للقوات الأميركية في بحر العرب، وتوجد بها مخزونات احتياطية تابعة للقوات الأميركية.
جيبوتي:
توجد قاعدة عسكرية تشمل 4000 جندي تمثلت مهامها الرئيسة في مواجهة المنظمات الإرهابية في الصومال، لكنها قد تستخدم في تأمين باب المندب نظراً لأهميته الاستراتيجية.
العراق وسوريا:
توجد قوات عسكرية محددة المهام في قاعدة “الأسد” بمحافظة الأنبار في العراق، كما توجد قوات أقل في مناطق شرق الفرات في سوريا.
تركيا:
توجد بها قاعدة أنجرليك وتضم 2500 جندي وقاعدة إزمير القريبة منها، وبها الفرقة 425 المحمولة جواً.
القوات الإيرانية:
وفقاً لتقرير “غلوبال فاير باور” الصادر عام 2019، فقد بلغ عدد القوات النظامية العاملة في المنطقة 523 ألف جندي، فضلاً عن 350 ألفاً من القوات الاحتياطية، في حين قدّر مركز شتراوس التابع لجامعة تكساس الأميركية، عدد قوات الحرس الثوري بـ 125 ألفاً.
وقدر تقرير “غلوبال فاير باور” عدد الطائرات بـ 509 طائرات، منها 142 طائرة مقاتلة، معظمها يعود لأيام الشاه نهاية السبعينات، وتفتقر لمقومات أي حرب حديثة، فضلاً عن 1634 دبابة و2345 قطعة مدفعية لا تمثل تهديداً حقيقياً في حال اندلاع حرب مع الولايات المتحدة، نظراً لقدم معظم هذه الأسلحة، وعدم قدرة إيران على شراء تكنولوجيا غربية، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي استمرت لفترات طويلة.
لكن التهديد الأكبر من إيران، يتمثل في الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، ويصل عددها إلى نحو 1900 صاروخ، فضلاً عن عدد من القطع البحرية والغواصات المطورة محلياً والصواريخ المضادة للسفن، نظراً لخطورتها على البحرية الأميركية في بعض الجوانب إذا لم تنتبه إليها القوات الأميركية.
كيف ستكون الحرب مع إيران؟
يتصور عدد من الخبراء العسكريين الأميركيين أن هناك أسباباً متعددة يمكن أن تفجر الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من حرص كل طرف حتى الآن على تأكيد رغبته في تجنب الحرب. فزرع ألغام في مضيق هرمز أو باب المندب أو قبالة سواحل اليمن، أو شن هجمات انتحارية من قوات وكيلة لإيران في الشرق الأوسط، سيعطل الملاحة البحرية ويجعل حركتها شبه مستحيلة وبطيئة للغاية، وهو ما قد يفجّر الصراع العسكري. وقد تندلع الحرب لخطأ ما من قبل أي طرف نتيجة حسابات خاطئة أو سوء تقدير، في ظل اقتراب القوات واحتكاكاتها في مساحات قريبة. وقد تخرج الأمور عن مسارها لسبب آخر، من خلال حشد إيران حلفاءها في العراق ودفعهم للهجوم على مصالح أميركية هناك.
المعارك البحرية
وإذا ما اندلعت الحرب لأي من هذه الأسباب، فإن إيران، بحسب تقديرات عسكريين سابقين في البحرية الأميركية، سرعان ما ستلجأ إلى استخدام قواربها الصغيرة والسريعة لزرع ألغام بحرية، بهدف مضايقة وتعطيل الأسطول الأميركي قرب مضيق هرمز وحوله. لكن البحرية الأميركية ستستخدم سفن السطح ووسائل الاستطلاع والإنذار المبكر والأقمار الصناعية، لاكتشاف وتجنب وتدمير الوسائل الإيرانية المعطلة، خصوصاً أن القيادة المركزية للبحرية الأميركية اختبرت مواقف مماثلة من إيران في 22 حادثاً مماثلاً في عام 2015 و16 حادثاً في عام 2016 و14 حادثاً في عام 2017.
غير أن التهديد الأكبر للقوات البحرية الأميركية يتمثل في الغواصة “الفاتح”، التي تحمل صواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، ما قد يمكنها من استهداف قواعد بعيدة على سطح الأرض.
أما التهديد الثاني، فيتمثل في 23 غواصة تم تطويرها محلياً، يصل وزن كل منها إلى 115 طناً، وتدار بعدد محدود من البحارة، ويمكنها إطلاق “طوربيدات”. وتتمثل خطورتها في صعوبة اكتشافها بأجهزة الرصد الصوتية، فحين تسير الغواصات بالبطاريات لا تحدث ضجيجاً. لكن بريان كلارك رئيس العمليات البحرية السابق والمحلل في مركز التقييمات الاستراتيجية الأميركي، يعتبر “أن هذه الغواصات الصغيرة الحجم تفتقر إلى القوة ولا تستطيع التحرك لأكثر من يومين، فهي أشبه بزوارق الدورية التي تحتاج كل يومين إلى التزود بالوقود والمؤن، وهو ما يحد من فعاليتها، إلا إذا اقتصر عملها على مساحات محدودة”.
ويضيف كلارك، أنه “حتى لو تمكنت هذه الغواصات من القدرة على التسلل قرب السفن الأميركية، فإن هذه السفن تمتلك نظماً عديدة ومتطورة، قادرة على التعامل مع الصواريخ والطوربيدات المضادة للسفن”.
ويرى كلارك أنه “يمكن للولايات المتحدة توجيه ضربات موجعة لإيران، إنطلاقاً من بحر العرب، من دون الحاجة للدخول إلى الخليج العربي، وذلك بغية التركيز على الشاطئ الجنوبي لإيران القريب من مضيق هرمز المواجه لعُمان، حيث ستكون هذه المنطقة ساحة المعارك الحقيقية بهدف تدمير بطاريات الصواريخ الإيرانية الموجهة والدفاعات الجوية، ومن ثم إخلاء وتطهير طريق الجنوب للانطلاق نحو تدمير صواريخ كروز الدفاعية الشاطئية لإيران من الخلف”. ويضيف الخبير العسكري الأميركي أن “أي صراع كبير مع إيران قد يتطلب ثلاث حاملات طائرات ومجموعات هجومية أكثر”.
معارك الجيش
وفقاً للخبراء العسكريين في الولايات المتحدة، “سيكون للجيش دور حيوي في أي صراع بالمنطقة، من دون أي تكون هناك خطط حالية لغزو إيران، فالجيش سيدير شبكة لوجيستية سريعة لاستهداف النظم الإيرانية وتدميرها، باستخدام صواريخ ومدفعية متطورة وطائرات مروحية هجومية، كما ستعمل القوات البرية على توفير الحماية والدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة، ليس فقط من الصواريخ الإيرانية، وإنما أيضاً من وكلاء إيران، خصوصاً في سوريا والعراق.
ويقول الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي ديف ديبتيولا، وهو عميد معهد ميتشل للدراسات الجوية والفضائية حالياً، إن “أي صراع لا بد أن يشهد هجمات جوية كثيفة فائقة الدقة، معززة بقوات خاصة قتالية”.
ويشير ديبتيولا إلى توافر معرفة واسعة وفهم عميق لدى الاستخبارات الأميركية، عن أماكن مراكز الثقل الحيوية المهمة داخل إيران، وحجم الذخائر والقوات المطلوبة لمحوها. ويضيف “أي عمل سيحصل خلف خطوط العدو، لشل وإبطال تهديدات الصواريخ الإيرانية وقطع خطوط الإمداد أو لتدمير مواقع تطوير الوقود النووي الإيرانية، سيتطلب عمليات محددة من القوات الخاصة، تسبقها عمليات استطلاع عميقة على الأرض، وهو أمر يشبه إلى حد بعيد عمليات القوات الأميركية في حرب الخليج عام 1991، عندما شُكلت مجموعات قتالية وقوات خاصة، لاصطياد قاذفات صواريخ سكود العراقية التي وجهت صواريخ إلى عدد من بلدان الشرق الأوسط”.
العمليات الجوية
يشير الخبراء إلى أن “أي حملة جوية ضد إيران ستكون حتماً مختلفة تماماً عن العمليات الجوية الأميركية السابقة، لأن الدفاعات الجوية الإيرانية تُعد أحدث من الدفاعات الجوية لخصوم الولايات المتحدة السابقين، فسوف تعمد القوات الجوية الأميركية إلى تدمير نظم الإنذار والدفاعات الجوية وشل قدراتها من خلال أعمال الحرب الإكترونية والتشويش، كما تتطلب عمليات القصف الجوي استخدام طائرات “أف- 35” و”أف- 22 رابتور”، وهي طائرات شبحية لا ترصدها أشعة الرادار، بهدف تضليل نظم صواريخ “إس- 300” الروسية المتطورة لدى إيران، وكذلك نظام صواريخ “بافار- 373″ المحلي”.
ويعرب ديبتيولا عن ثقته في أن “الدفاعات الجوية الإيرانية يمكن التعامل معها، لأن الهجمات الجوية ستكون سريعة وعنيفة وحاسمة، ولن تستمر سوى لأيام أو أسابيع على الأكثر وليس شهوراً”، متوقعاً هجمات تكتيكية وعملياتية مفاجئة، أشبه بعمليات “عاصفة الصحراء” عام 1991 حين وصل عدد الهجمات آنذاك إلى أكثر من 1200 في اليوم الواحد، نفذتها 800 طلعة طيران يومياً.
الصواريخ الإيرانية
وفقاً لتقرير الدفاع الصاروخي الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن إيران تمتلك أضخم ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، يتراوح مداها من 300 إلى 2500 كيلومتر، كما تمتلك صواريخ موجهة وصواريخ مضادة للسفن ونظم صواريخ دفاع جوي.
ويقول بنام تلابلو الخبير في الشؤون الإيرانية وزميل مركز الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، إنه “على الرغم من أن الصواريخ الإيرانية أقل دقة وكفاءة من الصواريخ الروسية والصينية، إلا أنها تشكل تهديداً يجب حسابه للتعامل معه بالشكل المناسب”.
ويضيف آخرون أن “الهجمات الجوية والصاروخية الأميركية الكثيفة والدقيقة، يمكن أن تفشل وتبطل القدر الأعظم من الصواريخ الإيرانية”.
لكن كل هذه السيناريوات تظل مرهونة بالقرار السياسي لدى الجانبين وبحسابات كل طرف، السياسية والاستراتيجية.
المصدر : اندبندنت