صحافي لحزب الله في ديربورن يفبرك مقالات ضد فارس
نشر الناشط المؤيد لحزب الله في الولايات المتحدة الاميركية علي منصور في موقع صدى الوطن من ولاية ميشيغن مقالا هجوميا جديدا ضد الدكتور وليد فارس بعد يومين من اعلان الرئيس ترامب وضع تنظيم الباسدران الايراني على لائحة الارهاب الاميركية، واحتوى المقال على سيل من المغالطات والارتكابات والقصص الملفقة التي نشرها نفس الكاتب في نفس الموقع الالكتروني قبل اشهر وهو ان دلّ على شيء فيدل على افلاس وغضب ميليشيا حزب الله والقيادة الايرانية من ادارة الرئيس ترامب ومن خبرائها ومستشاريها سواء كانوا داخل الادارة او خارجها. فعندما تتحرك ادارة الرئيس ترامب بإتجاه وضع عقوبات على ايران تتحرك شبكة الدعاية التابعة لايران وحزب الله لتنفيذ هجمات اعلامية على الادارة الاميركية وخبرائها وابرزهم الدكتور وليد فارس.
لم تغب المصداقية والواقعية عن مقال منصور وحسب ولكنه يوحي ايضا بأن كاتبه كان مفتقدا لتوازنه الفكري والنفسي وهو يكرر ويستجر ذات الروايات الملفقة التي دأبت اذرع ايران وحزب الله الاعلامية على فبركتها في سنوات ماضية وكانت موضع استهزاء بعد ان اثبتت الوقائع عدم صحتها ليعود “علي” الى اجواء حملات شنت على الدكتور وليد فارس عندما تم اختياره مستشارا للامن القومي من قبل المرشح الرئاسي ميت رومني في العام ٢٠١١ وبعد ذلك عندما عُين مستشارا للشؤون الخارجية للمرشح الرئاسي دونالد ترامب في العام ٢٠١٦، والحملتان كم يرى متابعون تم الترويج لهما من خلال خلية عمل يديرها حزب الله في لبنان وعبر شبكة تضليل اعلامية ايرانية تنشط في منطقة الشرق الاوسط واوربا والولايات المتحدة.
ولاحظ متابعون ان مقال علي منصور المنشور عبر موقع الكتروني يبث اخباره من ولاية ديترويت الاميركية تمت هيكلته ونشره بأوامر ايرانية عبر حزب الله وذلك للاسباب التالية:
اولا: انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي.
ثانيا: وضع تنظيم الباسدران الايراني على لوائح الارهاب.
ورأى المراقبون ان السبب الثالث والذي دعا علي منصور للاستعجال في اعادة نشر تلك الارتكابات مرة اخرى ان الدكتور وليد فارس كان قد دعا الادارة الاميركية قبل يومين لاطلاق تحقيق يضاهي التحقيقات المتعلقة بالاختراق الروسي المحتمل للانتخابات الاميركية ولكن التحقيق هذه المرة لكشف حجم التأثير الايراني وادواته داخل الولايات المتحدة الاميركية. وقال المراقبون ان دعوة الدكتور فارس قد تحرك الادارة الاميركية ووزارتي العدل والخارجية واعضاء الكونغرس ليبدأوا بحملة تمشيط داخل الولايات المتحدة بحثا عن اموال قد تكون دفعت من قبل النظام الايراني لشبكات اعلامية ومجموعات ضغط وان تلك الاموال ليست الا جزءا من ال ١٥٠ مليار دولار التي دفعتها ادارة الرئيس اوباما للنظام الايراني على اثر التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران. ويعتبر بعض المحللين ان دعوة الدكتور فارس للادارة الاميركية بالبدء بهكذا تحقيق قد يؤدي الى فتح ملفات كل من استفاد من الاتفاق النووي داخل الولايات المتحدة وخارجها على اعتبار ان النظام الايراني قام بإستعمال تلك الاموال لشراء ذمم صحفيين ومواقع الكترونية وقنوات تلفزيونية واكاديميين وسياسيين وموظفين سابقين. تغريدة الدكتور فارس فجرت ردا من ايران وحزب الله لتحريك ادواتهم في الولايات المتحدة ومن بينهم علي منصور. وكان منصور قد نشر مغالطات مماثلة قبل نحو عام ونصف حيث زعم ان الدكتور فارس كان وراء الترويج لتعيين سفير اميركي من اصول لبنانية في بيروت وتبين فيما بعد ان الدكتور فارس لا علاقة له بالامر لا من قريب او بعيد. لكن قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية كان يهمها ان تجهد في تعطيل تعيين اي سفير اميركي من اصل لبناني يفهم قدرة حزب الله للسيطرة على الارض في لبنان وبالتالي ان يكون هناك سفيرا اميركيا في بيروت قادر على توجيه ومساعدة الادارة الاميركية في مواجهة حزب الله.
هذا المقال المفبرك الذي نسجه علي منصور بالتعاون مع شبكة من نشطاء حزب الله ونشر في موقع صدى الوطن زعم ان الدكتور وليد فارس هو من يقف وراء مجموعة الضغوط في واشنطن من اجل وضع بعض الشخصيات اللبنانية على لائحة العقوبات الاقتصادية الاميركية على اساس علاقة تلك الشخصيات بحزب الله. وحسب مصادر موثوقة فإن الدكتور فارس لا علاقة له بالامر لا من قريب ولا من بعيد في كل مشروع العقوبات ولا سيما بما يتعلق بالسياسيين اللبنانيين. فهو يتعاطى في الاستراتيجيات العامة التي تتعلق بموقع الولايات المتحدة في مواجهة الانظمة والقوى المتطرفة في المنطقة وايجاد افضل العلاقات مع الدول التي تواجه المتطرفين. فهو لا يهتم في تفاصيل العقوبات ولم يهتم في السابق وليست لديه كتابات في هذا الاتجاه. الا ان طهران والضاحية تحاولان تحميل وليد فارس هكذا امور تفصيلية صغيرة من اجل ان يهيجوا ويعبئوا قواعدهم الشعبية ضده وضد ما يمثله.
من بين الاسباب التي استفزت “علي” ان الدكتور فارس كان قد القى خطابا اثناء تواجده في دولة الامارات كشف فيه حقيقة الالة الدعائية الايرانية- الاخوانية مما جعل الايرانيون وحزب الله في موقع الدفاع وبالتالي ذهبوا الى فبركة رواية المؤامرة المنسقة بين الدكتور فارس ودول الخليج.
من مغالطات “علي” ايضا انه ذكر ان الدكتور فارس لم يتمكن من الدخول في ادارة ترامب وهو – اي الدكتور فارس- يعمل جاهدا للحصول على موقع له داخل تلك الادارة متناسيا ان الدكتور فارس مرتبط بالعديد من العقود سواء الاكاديمية، الاستشارية او الاعلامية ناهيك عن اعلان الدكتور فارس من خلال عشرات التصريحات التي مازالت موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي العديد من المناسبات واللقاءات ومنذ فوز الرئيس ترامب بالانتخابات انه لن يحبذ شغل اي موقع داخل الادارة في الفترة الرئاسية الاولى لكن مهمة “علي” ومن خلفه حزب الله هدفها التشويه والتحريض عبر الفبركة وتحريف الحقائق المتعلقة بالدكتور وليد فارس لما يمثله من قامة سياسية واكاديمية باتت معروفة في لبنان والعالم العربي. وما يغيض حزب الله وممثلهم الاعلامي في ديترويت ان الدكتور فارس يحظى بتأثير فكري واستراتيجي على قرارات وعمل الادارة ومجلس الامن القومي وعدد غير قليل من اعضاء الكونغرس والاعلام الاميركي وجزء كبير من الجاليات العربية والشرق اوسطية في الولايات المتحدة. ويزعجهم ايضا تأثير الدكتور فارس على شريحة واسعة من مجتمعات العالم العربي لا سيما في الخليج العربي وشمال افريقيا والمعارضات في لبنان وسوريا والعراق.
لهذه الاسباب مجتمعة كان مقال المدعو علي منصور مرآة لغضب وغيض طهران والضاحية مجتمعة.. اما علي منصور الذي بات معروفا للجاليات العربية والشرق اوسطية في الولايات المتحدة فيتحرك من ديترويت مع شبكة المؤيدين لايران وحزب الله ويستهدف شخصيات في الجالية وفي النخبة السياسية الاميركية وهو على علاقة مباشرة بالشبكة الاعلامية لحزب الله في لبنان وقد نشر مقاله في موقع صدى الوطن الذي ييدو وكأنه جزء من اعلام حزب الله.
من المفارقات ايضا ان المقال اعتبر ان الدكتور فارس يملك تأثيرا على وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الامن القومي جون بولتون وربما يكون ذلك صحيحا ومن ناحية ثانية يحاول صاحب المقال ان يصور الدكتور فارس شخصية منبوذة ولا يملك حضورا في اروقة السياسة الاميركية، هذا التناقض انما يكشف تخبط وضياع حزب الله وعدم استيعابه لحقيقة تنامي الواعي داخل الولايات المتحدة الاميركية من الخطر الذي بات يشكله توسع النفوذ الايراني في الشرق الاوسط. ثم يسترسل “علي” في حياكة اكاذيبه ويقول ان الدكتور فارس كتب سيرة جديدة له على موقع ويكيبيديا وهو يعلم ان رفاقه في خلايا حزب الله كانوا قد هاجموا صفحة الدكتور فارس على ويكيبيديا ونشروا فيها ذات الاكاذيب التي يرددها هو وهناك تقارير واثباتات تؤكد ان الاختراق حصل من اجهزة كومبيوتر في لبنان وتحديدا من منطقة “بئر حسن” في الضاحية.
ساق علي ايضا ما اعتقده دليلا يستعرض به مهاراته الصحفية عندما استند الى مقال منشور في الواشنطن بوست عام ٢٠١٦ عندما كان الدكتور فارس مستشارا للشؤون الخارجية في حملة الرئيس ترامب ولم يكن ذلك المقال سوى استجرارا لذات الفبركات التي نشرها عملاء حزب الله هنا وهناك ابتداء من العام ٢٠١١ على قاعدة اكذب حتى يصدقك الاخرون، وبنيت تلك الفبركات على تصريحات منسوبة لريجينا صنيفر التي طردت من حزب القوات اللبنانية في وقت سابق وهي تصريحات لا تستند لاي دليل او برهان وتم نفيها مرارا من قبل مراجع سياسية وحزبية لبنانية. واعاد “علي ” في مقاله تلفيق دور عسكري مزعوم للدكتور فارس في الحرب اللبنانية وبالرغم من دحض كل تلك الفبركات والقصص الخيالية في السنوات الماضية الا ان علي لا يريد لقرّائه ان يصدقوا بأن الدكتور فارس لم يكن حينها قد تجاوز الرابعة والعشرين من عمره وكان بدأ ممارسة مهنة المحاماة بعد تخرجه من الجامعة ولديه كتب ومقالات منشورة في حينها ومازالت موجودة ومتوفرة ويمكن الاطلاع على محتواها وتوجهاتها الفكرية ولكن هيهات! علي ومشغليه في حزب الله يصرون على ان الدكتور فارس كان من كبار قادة المنطقة الشرقية والقادة العسكريين الامر الذي يجعل من تلك الادعاءات سخيفة ولا قيمة لها.
اما الاكذوبة الكبرى التي يرددها اعوان حزب الله هي ان الدكتور فارس عاش في اسرائيل وعمل ونشر كتبا ومقالات فيها قبل انتقاله منها الى الولايات المتحدة الاميركية وهذا الامر من نسج خيال حزب الله، فالدكتور فارس انتقل الى الولايات المتحدة الاميركية قادما من بيروت وعاش خلال العقدين الماضيين بين فلوريدا وواشنطن وللرجل نشاطات معروفة وموثقة وسيرته تدحض خيالات ومزاعم وفبركات حزب الله واعوانه.
في الخلاصة، لحزب الله شبكة تضليل اعلامي وما علي منصور وموقع صدى الوطن الا جزء من تلك الشبكة التي لن يتم تفكيكها وتدمير خطرها وتضليلها الا من خلال الاستجابة لدعوة الدكتور وليد فارس نفسه واعضاء داخل الكونغرس الاميركي لاجراء تحقيق عميق وموسع في الخطر الذي يشكله تضليل حزب الله وايران داخل الولايات المتحدة الاميركية.
الشيخ محمد الحاج حسن
رئيس منظمة التحالف الاسلامي الاميركي