هنا البطولة .
هذا ما قلته لصديقي وهو فقيه بارز عالم دين شيعي إمامي:
قلت له : أريد أن أقول لك شيئا في غاية الأهمية والوضوح وهو :
ليس من البطولة والتضحية ولا من الإنصاف والعدل أن تؤلف 20 كتاباً في نقد مذاهب الآخرين ولا تؤلف مقالاً واحداً في نقد مذهبك ! ! ! مع علمك ويقينك بوجود فجوات خطيرة في جدار معتقدات مذهبك وفتاواه ، ومع علمك ويقينك بأن مذهبك ليس مذهبا إلهيا صافيا نقيا كاملا 100% ، ولم يُوَقِّع عليه رسول الله (ص ) بختمه الشريف لتبرأ ذمة من عمل به واعتقد فيه من دون تحقيق ولا تدقيق بأي سطر من سطوره ! ! ! .
إن انتقادك لمذاهب الآخرين مهمة سهلة ويسيرة وفيها أرباح مالية ومعنوية حيث تجلب لك غنائم من قومك مادياً ( كأموال الخُمس ) والزكاة والهدايا والتبرعات وترفعك معنوياً أيضا بينهم وليس فيها شيء من التضحية والبطولة والإنصاف والعدل ، إن البطولة والتضحية والإنصاف والعدل والتجرد هي صفات عظيمة شريفة سامية تكسبها وتُحْرِزُها حينما تنتقد مذهبك ولكنك تهرب وتتهرب من هذا الإنتقاد ، لماذا ؟
الجواب : لأنك تعلم بأنه سَيَجُرُّك لمواجهة مع قومك والمواجهة تحتاج لتضحية ومُكْلِفة كثيراً وبخاصة مع متحجري قومك ومُتعصبيه وتحديداً مع رجال الدين وأحزاب الدين الذين يعتقدون بأن حقائق الله تعالى كلها في مذهبهم ! ! وبأن الحق يدور معهم كيفما داروا ! ! وبأن الجنة خلقها الله لهم حصريا ! ! وبأنهم شعب الله المختار ! ! وأنهم الطائفة الوحيدة الناجية من نار جهنم ! ! وإن المواجهة معهم تحتاج إلى أعصاب أنبياء وأنت يا صديقي لا تريد مواجهتهم لأنك لا تريد التضحية بشيء من أعصابك ولا تحب العِفَّة والتَّعَفُّف عن أموال الزكاة والخمس أموال الفقراء لا الفقهاء .
قال الإمام علي (ع) :
{ ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممن قدر فَعَفَّ ، لكاد العفيف أن يكون ملَكاً من الملائكة }
وأحيطك علما بأن أخطر كذبة كذبتموها على نبينا حينما زعمتم بأنه قال :
” ستفترق أمتي إلى 73 فرقة كلها في النار إلا واحدة ” ! ! !
والرواية الصحيحة عندي أنه قال صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار
{ ستفترق أمتي إلى 73 فرقة كلها بالجنة إلا واحدة }
وأكاد أميل إلى من قال على سبيل الفكاهة والمزح بأنه قال ( ص)
[ ستفترق أمتي إلى 73 فرقة كلها بالنار ولا واحدة منها ناجية ] والكذبة الخطيرة الأخرى حينما زعمتم بأن الإسلام دين ودولة فسفكتم الدماء وأزهقتم الأرواح وقتلتم ملايين الأنفس ودمرتم البلاد في سبيل الوصول إلى السلطة فقط وفقط وفقط ولم نذق شيئا من حلاوة العدالة بعدما صارت تحت يدكم .
الشيخ حسن سعيد مشيمش