لمرايا من لحم ودم (بقلم عمر سعيد)
لزوايا التعجب والاستفهام وكل علامات التنقيط فيه..
لوجه يتسع لأين وكم وماذا ومتى وعلام ولمَ جميعها باختصارات تلخص كل تساؤلات الوجدان والفكر الابداعي..
لوجه بألوان التوابل في شورجي بغداد وثنايا القماش في دكانين بطحا الرياض وبؤس العابرين في دهاليز صبرا بيروت وربع النغمة في أغاني عباسية القاهرة وكتمة الحذر في حريقة دمشق وسلام الباعة في مطرح مسقط.
لوجه يليق بالبوسترات التي تجوب الشوارع على جوانب العربات الجوالة تلك التي كانت تبيع كاسيتات الموسيقى والأغاني في مدننا العربية .
لوجه تسكنه دهشة الأطفال المشردين وحزن مقيمي دور العجزة وبؤس من تقطعت بهم السبل في منافي المحاولات الفاشلة..
لوجه تتوارى بين تقاسيمه مئات القصص، يستند إليها مخرجو الدراما العربية.
لوجه يختزن في ملامحه هزائم النص العرب الممسوك بأحذية العسكري الحاكم..
لوجه تعبره مواجع المدن والقرى، إذ تتظاهر ضد الجوع منذ عقود ولا شبع ..
لوجه يقيم احتفاليات مع كل انفعال يفجره الظلم في اوطاننا.
لوجه يفضح أسرار المشاهدين على تفاوت انتماءاتهم وتجاربهم.
لوجه يتفصّل من أدق سكتات إيقاع تلقيم البنادق والدبابات العسكرية بالرصاص ضد شعوبها.
لوجه يطل على أعماقنا من خلف كل تلك الأضواء التي وارت عيوب واقعنا المتهرّىء..
لوجه ينقب فينا عن تيه القضية المسلوبة، فيضغط بقسوة على ضياعاتنا المزمنة..
لوجه يشكل من كيمياء الحزن والفرح والخوف والحب والغضب أجمل لوحات الانعكاس المتوتر.
لوجه عادل إمام يأسرني جماله خلف حبال الحزن المتدلي على جدران الروح.
عمر سعيد
ملاحظة:
الشورجي ، البطحا، صبرا ، العباسية، الحريقة، مطرح .. جميعها احياء شعبية في مدن تم ذكرها.