جعفر زاده : 2026 قد يشهد نهاية حكم الملالي.. والإرهاب استراتيجية بقاء يائسة لنظام “النمر الورقي”

في مقابلة خاصة مع قناة Real America’s Voice، رسم علي رضا جعفر زاده، نائب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، صورة قاتمة لمستقبل النظام الإيراني مع حلول العام الجديد، مؤكداً أن طهران تعيش حالة من “اليأس الاستراتيجي”. وتوقع جعفر زاده أن يكون عام 2026 عاماً مفصلياً قد يحمل معه نهاية الاستبداد الديني وبزوغ فجر جمهورية ديمقراطية، مشدداً على أن “الخداع بالقوة” الذي مارسه النظام لعقود قد انكشف أمام العالم وشعبه.
استهل جعفر زاده حديثه مع المذيع إريك بولينغ بالإعراب عن ثقته الكبيرة بأن العام الجديد 2026 سيحمل مستقبلاً أكثر إشراقاً، آملاً أن تطوى صفحة الإرهاب واحتجاز الرهائن والتهديدات التي تصدرت المشهد من طهران لسنوات طويلة.
الإرهاب كاستراتيجية بقاء لا قوة
وفي معرض تحليله لطبيعة النظام، أكد المسؤول في المقاومة الإيرانية أن تصنيف النظام كأكبر راعٍ للإرهاب في العالم لأكثر من أربعة عقود لم يكن عبثياً. وأوضح أن طهران لا تمارس الإرهاب لمجرد العبث، بل هو “جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها للبقاء”.
وأشار جعفر زاده إلى أن هذا النظام، الذي نبذه شعبه ولفظته الجماهير، لم يجد سبيلاً للتشبث بالسلطة إلا عبر القمع الداخلي الوحشي، وتصدير الأزمات للخارج من خلال الإرهاب، وتطوير الأسلحة النووية، وبرامج الصواريخ والطائرات المسيرة لتهديد المنطقة. وشدد على نقطة جوهرية قائلاً: “هم لا يفعلون أياً من ذلك من منطلق قوة؛ بل هي كلها أفعال يائسة” لنظام محاصر من قبل شعبه.
تهديدات بزشكيان: “هواء ساخن” ويأس
ورداً على سؤال المذيع حول تهديدات رئيس النظام، مسعود بزشكيان، للولايات المتحدة بـ “رد شديد يبعث على الندم” في حال حدوث أي عدوان، قلل جعفر زاده من أهمية هذه التصريحات. ووصفها بأنها مجرد “هواء ساخن” وعلامة على “اليأس الشديد”.
وأضاف أن النظام نجح لفترة في خلق تصور زائف بأنه يمتلك السلطة والقوة، ليس فقط على شعبه، بل عبر أذرعه الإقليمية وبرنامجه النووي المتقدم، لكن هذا القناع قد سقط.
سقوط الأذرع ودرس “الأسد”
أشار جعفر زاده إلى أن العام الماضي كشف للعالم مدى هشاشة وضعف النظام الإيراني. وأوضح أن الميليشيات التي استثمر فيها النظام طويلاً، مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، قد تعرضت لضربات قاصمة أو أضعفت بشكل كبير.
واستشهد بمثال صارخ على هذا الضعف، وهو سقوط حليف طهران الأكبر في المنطقة، بشار الأسد في سوريا. وقال جعفر زاده: “من كان يظن أن الأسد، الذي بدا وكأنه لا يقهر، سيختفي في 11 يوماً؟”. وعزا ذلك إلى أن “الأخ الأكبر” (النظام الإيراني) الذي كان يدعمه ويسنده قد ضعف بشكل كبير ولم يعد قادراً على حمايته. واعتبر أن هذا السيناريو ينطبق الآن على النظام الإيراني نفسه.

تريليونا دولار ثمن الأوهام
وكشف جعفر زاده عن التكلفة الاقتصادية الهائلة لسياسات النظام، مشيراً إلى أن الملالي أنفقوا موارد هائلة ومبالغ طائلة تقدر بحوالي 2 تريليون دولار على البرامج النووية والحروب بالوكالة. وأكد أن هذا المبلغ الضخم يتجاوز كل عائدات النفط التي حققتها إيران منذ وصول الملالي إلى السلطة، مما يعكس حجم النهب الذي تعرضت له ثروات الشعب الإيراني.
الداخل يغلي: الجوع يحرك الشارع
اختتم نائب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة حديثه بتسليط الضوء على الداخل الإيراني، مشيراً إلى الاحتجاجات الجارية حالياً بالتزامن مع الحديث. وأكد أن الشعب الإيراني قد ضاق ذرعاً بالكامل، ليس فقط بسبب القمع، بل بسبب البؤس الاقتصادي، وغياب الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، والفساد المستشري، والتضخم الفاحش، والانهيار الكبير في قيمة العملة.
وخلص جعفر زاده إلى أن الشعب لم يعد لديه خيار سوى الاحتجاج لإنهاء حكم هذا النظام، معرباً عن أمله في أن يحمل عام 2026 أخبار قيام “جمهورية إيرانية حرة وديمقراطية وغير نووية”،.




