حزب الله خارج السيطرة: الحقيقة التي يخفيها السياسيون اللبنانيون

بقلم تادي عواد
يحاول بعض السياسيين في لبنان تمرير واحدة من أسخف الخدع السياسية عبر الإيحاء بأن سلاح حزب الله “شأن داخلي” يُحلّ عبر “حوار لبناني – لبناني”. هذا الطرح ليس مجرد خطأ سياسي، بل استهزاء بالعقول واستغباء للمجتمع الدولي الذي يعرف جيدًا طبيعة هذا السلاح وترابطه المباشر مع منظومة أمنية – عسكرية تتجاوز لبنان وحدوده.
سلاح حزب الله ليس مسألة داخلية
كل الوقائع على الأرض وكل المسارات التاريخية تؤكد أن سلاح حزب الله ليس وليد قرار لبناني، ولا خاضعًا للمؤسسات اللبنانية. هو جزء من بنية إقليمية يقودها الحرس الثوري الإيراني، ويُستخدم كذراع عسكرية لتنفيذ مشروع سياسي – أمني لا علاقة له بالمصلحة الوطنية اللبنانية.
محاولة ترويج “الحوار” هي محاولة تضليل
من يروّج أن هذه المعضلة تُحل بالحوار الداخلي يتجاهل عن عمد:
أن الحزب نفسه لا يعترف بشرعية أي حوار يحدّ من سلاحه.
أن السلاح لم يُنتج يومًا بقرار وطني ليُناقش وطنياً.
أن الطبيعة العابرة للحدود تجعل أي نقاش داخلي غير ذي معنى.
هؤلاء السياسيون يقدّمون خطابًا واهٍ يستخفّ بالرأي العام، وكأن المجتمع الدولي لا يعرف الحقائق.
الدور الوظيفي لحزب الله ليس لبنانيًا
كل مشاركة عسكرية خارج الحدود كانت تنفيذًا لتوجيه إيراني مباشر. والأمثلة ليست رأيًا… بل وقائع دامغة:
هل حرب اليمن كانت بقرار لبناني؟
أرسل حزب الله خبراء ومقاتلين إلى اليمن دعماً للحوثيين.
من اتخذ القرار؟ هل اجتمع مجلس الوزراء؟ هل ناقش البرلمان؟
طبعًا لا. القرار اتُّخذ في طهران… ونُفّذ من الضاحية.
هل الحرب في سوريا كانت خيارًا لبنانيًا؟
أرسل الحزب عشرات آلاف المقاتلين لحماية نظام بشار الأسد.
هل الدولة اللبنانية أعلنت دخولها الحرب؟ هل اتُّخذ القرار ضمن استراتيجية وطنية؟
الجواب بديهي: لا.
هل دخول العراق تم بقرار لبناني؟
تورّط الحزب في العمليات داخل العراق تحت راية “الحشد الشعبي” وبتنسيق كامل مع فيلق القدس.
أين القرار اللبناني؟ أين السيادة؟ لا وجود لهما أصلاً.
حتى حرب غزة… ورّط لبنان منفردًا
في الحرب الأخيرة، فتح الحزب الجبهة الجنوبية دون تفويض من أحد، ولا نقاش وطني، ولا اعتبار للكارثة الاقتصادية والإنسانية التي يعيشها لبنان.
قرار مُنفرد، وتنفيذ مُنفرد… ثم يُقال للبنانيين إنه “قرار وطني مقاوم”.
وكأن الشعب غافل، أو أقل فهمًا مما يتصور هؤلاء المروّجون.
الخلاصة
سلاح حزب الله ليس شأنًا داخليًا لا بالحوار، ولا بالمواثيق، ولا بالتصريحات.
هو شبكة تسلّح وتشغيل إقليمية، تُدار من خارج لبنان، وتستخدمها إيران كورقة ضغط في صراعاتها.
محاولة بعض السياسيين تغليف الحقيقة بغلاف “الحوار الداخلي” ليست إلا هربًا من الواقع، ومحاولة لتجنب الاعتراف بأن السلاح أكبر من لبنان، وأن قرار نزع سلاحه ليس في بيروت.




