عن عقد مٶتمر إيران الحرة في واشنطن

بقلم: مونا سالم الجبوري
لم تكترث الولايات المتحدة الأميركية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، “الجناح السياسي لمنظمة مجاهدي خلق”، منذ تأسيسه، في وقت مارست مختلف أنواع الغزل السياسي والاقتصادي من أجل التقرب من النظام الحاكم في إيران، مع أن الأخير بذل أقصى ما في وسعه لتأليب واشنطن ضد هذا المجلس وإنهائه سياسياً.
وعند التمعّن في السياسات الإيرانية تجاه مجاهدي خلق، التي سعت وبحرص بالغ إلى تصويرها كخطر وتهديد ليس فقط ضد السلطات الإيرانية، وإنما أيضاً ضد الولايات المتحدة والبلدان الغربية ذاتها، لا يبدو من الحكمة أو الواقعية القول إن هذه السياسات لم تثمر شيئاً، فقد هيّأت الأجواء المناسبة لإدراج مجاهدي خلق ضمن قائمة الإرهاب لأكثر من 14 عاماً. غير أنه، وفي اتجاه مضاد، تبنّت مجاهدي خلق سياسة ناعمة في مواجهة هذا التطور الخطير، الذي أثبتت الأيام أنه كان في صالح النظام نفسه، وليس في صالح أي جهة أخرى.
واليوم، حيث تشير الأحداث والتطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط إلى دور ريادي مشبوه لطهران، بما يؤكد بصورة واضحة وجود عزم على ربط مصير المصالح الدولية في المنطقة، وقبل ذلك المساعي الدولية والإقليمية القائمة للتوصل إلى حل عادل لأزمة الشرق الأوسط عبر حل الدولتين، فإن هذا الواقع جعل واشنطن بشكل خاص، والدول الغربية ودول المنطقة، تتيقّن بأن هذا النظام لا يريد للأمور أن تمضي نحو الاستقرار، بل يسعى إلى الخروج من المولد بأكبر كمية من الحمص. وهكذا حدث ما حدث، وتبيّنت حقيقة مهمة كانت مجاهدي خلق قد حذرت منها مراراً وتكراراً، ولا سيما ما يتعلق بالضرورة الملحة لانتهاج سياسة تتسم بالحزم والصرامة تجاه إيران التي تمادت كثيراً وصارت تشكل خطراً وتهديداً على الجميع، وهو ما يفسر تبلور مسار دولي وإقليمي مضاد للمسار الإيراني.
وبالعودة إلى مؤتمر “إيران الحرة” الذي عُقد في الأيام الأخيرة في العاصمة الأميركية واشنطن بمشاركة شخصيات أميركية وأوروبية بارزة، فقد جاء ليبعث برسالة لكل من يهمه الأمر، ولا سيما الدول الغربية، بأن كل السياسات التي راهنت على احتمال تخفيف النظام من تشدده، أو إحداث تغيير في إيران من داخل النظام نفسه، كانت سياسات عقيمة. ولو تم التعويل على المعارضة الإيرانية الناشطة، المتمثلة في مجاهدي خلق، ولو بدرجة أقل بكثير مما جرى التعويل فيه على النظام، لكان من الممكن أن يحدث ما يخدم المنطقة والعالم، وربما لما شهدنا كل تلك الأحداث والتطورات المؤسفة.





