اخبار العالم

خارطة الانتقال من حكم الملالي إلى جمهورية ديمقراطية

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
في يوم السبت 15 نوفمبر 2025، وبالتزامن مع الذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر 2019 للشعب الإيراني ضد نظام الملالي، عقد مؤتمر كبير في واشنطن بمشاركة واسعة من الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة، ومن بينهم نخبة من المتخصصين والأكاديميين الإيرانيين البارزين، کما شارك في هذا المٶتمر أيضا كل من مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وجون بركو، رئيس مجلس العموم البريطاني الأسبق، إضافة إلى شخصيات بارزة أخرى من بينها السفيرة كارلا سندرز وباتريك كينيدي، حيث ألقوا كلمات في المناسبة.
وخلال الجلسة الخامسة من مؤتمر إيران الحرة 2025، تم وضع السؤال الأكثر حساسية في المشهد الإيراني: كيف يمكن لإيران أن تنتقل من نظام ديني منهار إلى جمهورية ديمقراطية مستقرة؟ الجلسة، التي حملت عنوان “آفاق التغيير في إيران: خطة الانتقال”، جمعت شخصيات بارزة في مجالات الطب والهندسة البرمجية والفضاء والروبوتات والبحث السياسي، وركزت على استراتيجيتين محوريتين: آلية إسقاط النظام الإيراني، وخارطة الطريق لإدارة المرحلة الانتقالية بعد سقوطه.
وقد افتتح الدكتور سعيد سجادي، الباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد، الجلسة بالتأكيد أن جذور الأزمة الراهنة تعود إلى لحظة مفصلية في تاريخ إيران المعاصر: 20 يونيو 1981، حين أمر الولي الفقیة قوات حرس النظام الإيراني بإطلاق النار على تجمع سلمي يضم نصف مليون من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وأوضح سجادي أن تلك اللحظة كانت إعلانا صريحا بأن النظام اختار القمع الدموي بدلا من أي شكل من أشكال التعددية أو الشرعية السياسية. ومع تراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، أصبح النظام بحسب وصفه “غارقا في أزمة نهائية… لا يستطيع التراجع ولا يملك القدرة على المضي قدما”. وأكد أن النقاش لم يعد حول إمكانية السقوط، بل حول كيفية حدوثه وكيفية إدارة الانتقال بعده.
من جانبها، أكدت مهندسة البرمجیات فريدة صديقي أن تغيير النظام لم يعد احتمالا نظريا، بل نتيجة تتشكل بفعل ثلاثة عوامل متزامنة: الانهيار الداخلي للنظام، تصميم الشعب الإيراني على التغيير، ووجود بديل منظم قادر على قيادة المرحلة المقبلة.
وقد حددت صديقي ملامح إنهيار النظام وفق المٶشرات أدناه:
ـ اقتصاد منهار و80% من السكان تحت خط الفقر.
ـ تفكك داخلي يتسارع مع ضعف قبضة خامنئي.
ـ عزلة دولية وتراجع نفوذ وكلاء النظام في المنطقة.
أما العالم في وكالة “ناسا” الدكتور بهزاد رؤوفي، فقد قدم عرضا تحليليا مباشرا قال فيه:” لا توجد طريق أخرى. يجب مواجهة النظام وإسقاطه” وأكد أن النظام أنهى أي خيار للتغيير السلمي منذ الأيام الأولى، حين بدأ بتصفية المعارضين ثم فتح النار على تظاهرة 20 يونيو 1981.
وأشار إلى أن الانتفاضات في 2017 و2019 و2022 كشفت أن المجتمع الإيراني جاهز للتغيير، وأن صعود شباب الانتفاضة منح الحركة الشعبية بنية تنظيمية متطورة وقادرة على شل مؤسسات القمع.
وعرض الطبيب والباحث الدكتور فيروز دانشکری مجموعة من الشواهد التاريخية والتنظيمية التي تثبت قدرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على قيادة التحول الديمقراطي.
وأشار إلى أن التنظيم، الذي خرج من السجون عام 1979 بعد إعدام قادته على يد نظام الشاه، استطاع خلال عامين فقط حشد مئات الآلاف وإطلاق أكبر صحيفة سرية في تاريخ إيران. واستعرض محطات أخرى مثل:
ـ دور “جيش التحرير الوطني” في فرض وقف إطلاق النار على النظام عام 1988،
ـ كشف المفاعلات النووية السرية في نطنز وفوردو عام 2002،
ـ تطورت وحدات المقاومة رغم الاعتقالات والإعدامات.
وخلص إلى أن “القدرة التنظيمية، وتجربة العقود الأربعة، ودعم الشارع” تشكل عناصر تكفي لقيادة التغيير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى