سفينة النظام تغرق في بحر الصراعات.. والمعارضة ترسم طريق النجاة

مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني – عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
تتآكل أسس نظام الملالي في إيران من الداخل، ففي ظل ضعف قيادة خامنئي، يتحول المشهد السياسي إلى ساحة معركة حقيقية بين الأجنحة المتصارعة. لم تعد الخلافات مجرد وجهات نظر، بل هي فضائح مدوية واتهامات متبادلة تكشف عن عمق الفساد والتصدع الذي يضرب بنية النظام. هذا التفكك الداخلي ليس عرضيًا، بل هو مؤشر قاطع على مرحلة “الاحتضار السياسي” التي يمر بها النظام.
يكشف المسؤولون عن أزمات النظام بأنفسهم: فلاريجاني يحذر من “فوضى عارمة” قد تندلع في أي لحظة. وفي البرلمان، يتنافس قالیباف وآخرون على محاكمة روحاني وكشف ملفات فساده، بينما يتهم الأخير البرلمان بتمثيل “أقلية فاسدة” وقوانينه بأنها “فاقدة للروح”. حتى كروبي، أحد قادة المعارضة الإصلاحية، يخرج عن صمته ليتهم خامنئي مباشرة بـ “تدمير كل شيء في إيران” منذ عام 2009.
تتواصل حرب الفضائح عبر الإعلام: شريعتمداري يطالب بمحاكمة روحاني على “خسائر اقتصادية فادحة”، فيما يكشف سيف وشمخاني عن تورط روحاني في بيع ذهب البنك المركزي والكذب بشأن حادثة الطائرة الأوكرانية. هذا التبادل المكثف للاتهامات، الذي يصفه شمخاني نفسه بأن “كلنا في سفينة واحدة ومن المؤسف أن يظهر ضعف فيها”، يؤكد أن “سفينة النظام” باتت تغرق في بحر من الصراعات الذاتية.
في خضم هذا الانهيار، تستعد المعارضة الإيرانية، ممثلة في المجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق، لمرحلة ما بعد النظام. فـ “وحدات الانتفاضة” في الداخل تتهيأ لقيادة الحراك الشعبي، بينما تواصل المعارضة في الخارج تنظيم المؤتمرات والمظاهرات الضخمة، مثل تجمع بروكسل الأخير. هذه الجهود المتواصلة ترسم بوضوح “طريق النجاة” للشعب الإيراني نحو دولة حرة وديمقراطية، لتعلن أن ساعة التغيير باتت قريبة.




