لمحاكمة مسار فشل الحزب من “لو كنت اعلم” الى “مياه تنورين”

أنطوان سلمون
لم يكن ما اقترفه وزير الصحة من حصة الحزب، في ملف مياه تنورين ،بغريبٍ عن مسار الحزب الذي وضعه في الحقيبة الحيوية الاساسية،ولا عن سقطات قيادة الحزب التي غالبا ما أخذت قرارات كيدية اعتباطية ارتجالية متسرعة وغالبا ما استتبعت بتلاوة فعل ندامة بعد فوات الآوان في محاولة بائسة للتملص من المسؤولية،وبعد تكبيد الآخرين الخسائر الجسيمة المادية والبشرية والمعنوية.
فمن فشل الحزب في قرار حرب تموز 2006 وكلفتها الباهظة ولو سميت “انتصارا الهيا” التي استتبعت في ندم “صاحب الوعد الصادق” ب”لو كنت أعلم” بعد نهاية الحرب،وقد ادانه نائبه الشيخ نعيم قاسم ب”ان الحزب كان يعلم” حين قال في 12 شباط 2016″ان الحزب كان لديه تصورا عن حرب تموز 2006 و كنا نتوقع السيناريو”، مرورا بفشله في قرار حرب الاسناد الذي ادى الى حرب اولي البأس الذي يدّعي الحزب اليوم الظفر بها على الرغم من انه “كان يعلم” باعتراف نعيم قاسم نفسه الذي قال في 14 ايلول 2024 :“ليس لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى”…
وصولا الى اليوم حيث ينضم قرار وزير صحة الحزب باقفال شركة مياه تنورين الى نماذج القرارات الفاشلة التي ما انفك الحزب يتخذها,وما زال يتراجع عن مسؤوليته عنها بعد الإضرار المتعمد على ما رأينا،وكما يطالب اللبنانيون بمحاسبة الحزب وقيادته على ما استجلب عليهم من مآسي وويلات،لا بد ان يطالبوا بمحاسبة وزير الحزب وبالعطل والضرر لارتكابه ما اقرّ به الوزير نفسه في بيانه المسائي تاريخ 16 تموز 2025 مديناً تفسه بجرائم الافتراء والاضرار والتشهير وفبركة الاتهامات واختلاق الأدلة دون وجه حق.