إيران في طريق مسدود – التغيير الجذري هو الحل الوحيد

مع تفعيل «آلية الزناد» وعودة العقوبات الأممية الشاملة ضد النظام الإيراني، وجدت طهران نفسها أمام مأزق وجودي غير مسبوق منذ عام 1979. فقد أكدت وكالة رويترز أن قادة النظام يواجهون «أحد أخطر أزماتهم» بين تصاعد السخط الداخلي وانسداد المسار النووي. أربعة مسؤولين إيرانيين ومصدران مطلعان حذروا من أن انعدام التقدم في المفاوضات مع الغرب سيؤدي إلى تفاقم العزلة الاقتصادية، ما سيُشعل غضبًا شعبيًا متزايدًا. أحد مسؤولي النظام نفسه اعترف بأن «المؤسسة الدينية بين السندان والمطرقة» وأن بقاء النظام بات على المحك.
مأزق داخلي وخيارات معدومة
الصحف الإيرانية الصادرة في 28 سبتمبر 2025 عكست هذه الحقيقة بوضوح:
همميهن حذّرت من خطورة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مؤكدة أن النظام يفتقد لأي خيار واقعي ويثقل الشعب بتبعات العقوبات.
شرق تحدثت عن «طريق مسدود» بين التنازل أو التصعيد، وكلاهما مدمّر للنظام.
ستاره صبح كشفت عن «تحالف غير معلن» ضد إيران في الأمم المتحدة، عجز النظام عن مواجهته.
اعتماد و آرمان ملي و جهان صنعت شددت على أن العقوبات الجديدة تُفاقم الانقسامات الداخلية وتُغذي الغضب الشعبي، ما يُهيئ لانتفاضة شاملة.
حتى كيهان، الناطقة باسم خامنئي، حاولت تصوير الأزمة كيوم عادي، لكن ذلك عكس حالة إنكار تعكس هشاشة غير مسبوقة.
النتيجة واحدة: النظام في مأزق كامل — سياسي، اقتصادي، أمني وحتى داخلي — لم يعد يملك سوى خيارات تقوده نحو مزيد من الضعف والسقوط.
انفجار شعبي يطرق الأبواب
الأزمات الاقتصادية الخانقة (التضخم، انهيار العملة، الفقر المدقع) ترافقها موجات احتجاج متواصلة من المتقاعدين، العمال، الطلاب والشرائح الشعبية. هذه التحركات لم تعد «مطالب فئوية»، بل باتت رفضًا صريحًا لسلطة خامنئي ونظام ولاية الفقيه.
وفي الخارج، شهدت نيويورك تظاهرات حاشدة للجالية الإيرانية وأنصار المقاومة. رفع المشاركون شعارات واضحة:
«إسقاط النظام الديني هو الحل»
«الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل شرعي»
«لا إصلاح مع الملالي… التغيير الجذري فقط»
هذه التظاهرات جاءت لتؤكد أن الشعب في الداخل والخارج يتحدث بصوت واحد: النظام انتهى، والبديل جاهز.
الخلاصة: التغيير الجذري هو الطريق الوحيد
ما تكشفه تقارير رويترز وصحف النظام معًا هو أن إيران تقف أمام منعطف وجودي:
إذا خضع النظام لمطالب مجلس الأمن فسيخسر شرعيته الداخلية.
إذا صعّد بالانسحاب أو تخصيب أعلى فسيدخل في مواجهة دولية قد تكون عسكرية.
وفي الحالتين، الأزمات الداخلية ستنفجر أكثر، ما يجعل بقاء النظام مستحيلاً.
وكما شددت السيدة مريم رجوي مرارًا، لا يمكن لهذا النظام أن يلتزم بالقوانين الدولية أو يغيّر سلوكه، لأنه قائم على الإرهاب والقمع. الحل الواقعي والوحيد هو إسقاطه على أيدي الشعب والمقاومة المنظمة، وتبني «الطريق الثالث» أي الاعتراف بحق الشعب في الانتفاضة وبالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وخطته ذات البنود العشرة كبديل ديمقراطي.
لقد وصل النظام إلى طريق مسدود وجودي. والشعب الإيراني، بدعم وحدات الانتفاضة والمقاومة في الداخل والتأييد الدولي المتزايد في الخارج، يقترب أكثر من أي وقت مضى من لحظة التغيير الحتمي.