اخبار العالم

المقاومة الإيرانية تحذر: تفعيل “آلية الزناد” ضرورة ملحة لوقف مشروع الملالي النووي

بعد رفض مقترحات أوروبا، مريم رجوي تؤكد: لولا كشف المقاومة، لامتلك النظام القنبلة النووية، ورسالة الإيرانيين من نيويورك تؤكد فشل سياسات الاسترضاء
بعد رفض نظام ولاية الفقيه العنيد للمقترحات الأوروبية بشأن برنامجه النووي المتصاعد، تتصاعد التحذيرات من المقاومة الإيرانية حول ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لوقف مساعي هذا النظام لامتلاك السلاح النووي. في هذا السياق، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن تفعيل “آلية الزناد” أصبح ليس خيارًا بل ضرورة ملحة وحتمية، وهو ما يتردد صداه بقوة في صرخات الشعب الإيراني الرافض لهذا النظام في الداخل والخارج.
وقد سلطت السيدة رجوي الضوء على حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها، وهي أن العالم مدين للمقاومة الإيرانية بكشفها المستمر لبرنامج النظام النووي السري. فخلال الـ 34 عامًا الماضية، ومع 133 كشفًا مفصلاً، كان أبرزها الكشف عن منشآت نطنز وأراك السرية في أغسطس 2002، نجحت المقاومة في إبقاء العالم على اطلاع دائم بتطلعات النظام النووية. لولا هذه الجهود الحثيثة، لكانت الديكتاتورية الدينية تحكم إيران اليوم وهي مسلحة بقنبلة نووية، مما كان سيضع المنطقة والعالم أمام تحديات غير مسبوقة.
تؤكد رجوي أن “آلية الزناد”، التي سيتم التصويت عليها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، وإن كانت متأخرة، إلا أنها ضرورية للغاية. أي تردد في تفعيلها يعني منح نظام الإعدام والمجزرة فرصة إضافية لتكثيف قمعه للشعب الإيراني وتصعيد تهديداته الإقليمية والدولية. وفي نقد صريح للسياسات الدولية، أشارت إلى أن “لو لم تكن هناك سياسة استرضاء على مدى العقد الماضي، ولم تتوقف القرارات الدولية، لما كانت هناك حاجة لأي حرب.” هذه الكلمات تحمل في طياتها توبيخًا مباشرًا للدول الغربية التي فضلت المساومة على الحزم، مما مكن النظام من التمادي في مشاريعه التدميرية.
هذا الموقف الحاسم يتزامن مع تحركات شعبية واسعة النطاق، حيث يستعد الإيرانيون الأحرار لتوجه رسالة مدوية من قلب نيويورك، عاصمة الولايات المتحدة، في يومي 23 و 24 سبتمبر. في تظاهرات حاشدة، سيوجه الإيرانيون سيليًا آخر على وجوه نظام ولاية الفقيه، مؤكدين أن “بزشكيان ليس ممثل الشعب الإيراني”. هذه التظاهرات ستفضح أيضًا مواقف النظام المخزية، كوقوفه إلى جانب إسرائيل في التصويت على مشروع الدولتين، مما يكشف عداءه المستمر للشعب الفلسطيني. هذا الحراك الشعبي الواسع يمثل تجسيدًا حيًا للإرادة الشعبية الرافضة لسياسات النظام، ويؤكد أن الحل يكمن في إسقاط هذا الرژیم وتأسيس حكومة ديمقراطية.
عودة إلى يوليو 2015، عقب التوقيع على الاتفاق النووي، كانت السيدة رجوي قد حذرت بوضوح من أن الحزم هو السبيل الوحيد لإجبار النظام على التراجع الكامل عن مساعيه النووية. لقد أكدت حينها على ضرورة التخلي عن أي تخصيب وإغلاق مشاريع صنع القنبلة بالكامل. ليس هذا فحسب، بل طالبت أيضًا بالضغط بحزم على النظام لعدم التدخل في شؤون المنطقة ونزع يده من كل تدخلاتها الإقليمية، وجعل هذه الضرورة مبدأ أساسيًا في أي اتفاق.
وفيما يتعلق بالموارد المالية، شددت السيدة رجوي على أن الأموال النقدية التي يحصل عليها النظام يجب أن توضع تحت رقابة شديدة من الأمم المتحدة. الهدف من ذلك هو ضمان استخدام هذه الأموال لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب الإيراني، بدلاً من تمويل مشاريعه الإرهابية والنووية. يجب أن توجه هذه الموارد لسداد الأجور المتأخرة للعمال والمعلمين والممرضات، وتوفير الغذاء والدواء لعامة الناس، الذين يعانون تحت وطأة الفقر والقمع.
تواصل المقاومة الإيرانية، بقيادة المجلس الوطني والمجاهدين، جهودها الدؤوبة لفضح ممارسات نظام ولاية الفقيه والدعوة إلى حل جذري وواقعي يضمن السلام والأمن في المنطقة والعالم. وبدلاً من تكرار الأخطاء السابقة، يتوجب على المجتمع الدولي الآن الإصغاء إلى صوت الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، والتحرك بحزم لا يلين لوقف هذا النظام الذي أثبت أنه لا يفهم إلا لغة القوة والحزم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى