خامنئي وقناع الوطنية المزيف: نهاية مسرحية الاستبداد وبداية خيار الشعب الحقيقي

في مشهد سياسي متكرر، ظهر علي خامنئي بعد غياب طويل ليقدم نفسه كزعيم وطني، متوسلاً برموز وطنية وشعارات مزينة بحب إيران، في محاولة ميكافيلية يائسة لتجميل وجه نظامه المتهالك. لكن هذه المسرحية ليست سوى قناع دجال يخفي وراءه نظاماً معادياً لمقومات الحداثة والحرية في إيران، نظاماً استغل الدين والسياسة لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب شعب بأكمله.
استغلال الوطنية كتكتيك يائس
خامنئي، الذي لطالما كان رمزاً للقمع والإجرام، يحاول اليوم سرقة الوطنية الإيرانية لتبرير حربه الخارجية وقمعه الداخلي، مستغلاً اسم “إيران” كغطاء لإضفاء الشرعية على سياساته الفاشلة. لكنه يعلم جيداً أن الشعب الإيراني، الذي خرج في انتفاضات متتالية منذ 2017، يرفض هذا الاستغلال ويصرخ بشعارات مثل “الموت لخامنئي” و”الإيراني يموت ولا يقبل الذل”، معبراً عن رفضه القاطع لهذا النظام.
النظام بين انهيار الشرعية وتآكل السلطة
إن محاولة خامنئي لارتداء قناع حب الوطن ليست إلا تعبيراً عن ضعف عميق في مكانته السياسية والأيديولوجية، فهو اليوم يحاول إنقاذ نظامه المتهالك بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة والوطنية الحقيقية. هذا التكتيك المؤقت يعكس حالة الهلع التي يعيشها النظام، الذي لم يعد قادرًا على الاستمرار بالخطاب الديني التقليدي وحده، فانتقل إلى استغلال الرموز الوطنية التي لطالما قاومها.
الحل الثالث: إرادة الشعب ومقاومته المنظمة هي المستقبل
في ظل هذا الواقع المتدهور، يبرز الحل الثالث كخيار وحيد للخروج من الأزمة. هذا الحل يقوم على إرادة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة التي تقدم رؤية ديمقراطية علمانية حقيقية، ترفض الاستبداد بكل أشكاله، وتؤمن بجمهورية تحترم حقوق الإنسان وتضمن العدالة والمساواة. الحل الثالث هو التعبير الحقيقي عن تطلعات ملايين الإيرانيين الذين يريدون تحرير وطنهم من قبضة نظام استبدادي استغل كل شيء، حتى الوطنية نفسها.
الخلاصة
خامنئي وقناع الوطنية الذي يرتديه ليس سوى فصل أخير من مسرحية دجل سياسي طويلة انتهت شرعيتها. الشعب الإيراني اليوم أكثر وعياً من أي وقت مضى، ويدرك أن العدو الحقيقي ليس في الخارج، بل في داخل النظام نفسه. صرخة “الموت لخامنئي” ليست مجرد شعار، بل هي إعلان ثورة على الاستبداد، وبداية فصل جديد يقوده الشعب نحو الحرية والكرامة.
إن دعم خيار الشعب ومقاومته المنظمة هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الحقيقي، وإن المجتمع الدولي مطالب بالوقوف إلى جانب هذا الخيار الأخلاقي والإنساني.