البيت الأبيض يحذر إيران من “عواقب وخيمة” في حال رفض الاقتراح النووي الأمريكي

أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم الحكومة الأمريكية، يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، أن الولايات المتحدة قدمت لطهران اقتراحًا “دقيقًا ومقبولًا للغاية” لحل الملف النووي الإيراني، محذرة من أن رفض هذا الاقتراح سيقود النظام الإيراني إلى مواجهة “عواقب وخيمة”. جاء ذلك في تصريح للصحفيين يعكس جدية واشنطن في موقفها تجاه المفاوضات النووية المتعثرة.

وقالت ليفيت: “كما أوضح الرئيس مرارًا، إذا تم رفض هذا الاقتراح، فإن الجمهورية الإسلامية ستواجه عواقب وخيمة.” وأضافت رداً على سؤال حول تقارير تسمح للنظام الإيراني بتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض: “نحن لا نتفاوض عبر وسائل الإعلام، وهذا النهج يأتي احترامًا لعملية المحادثات التي يقودها الممثل الخاص، السيد ستيفن ويتكوف.”

تأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التشديد على موقفه الصارم من برنامج إيران النووي. فقد أعلن ترامب في وقت سابق أنه في حال التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، فلن يسمح بأي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم في البلاد.

وفي أعقاب تقرير نشره موقع “أكسيوس” أشار إلى موافقة ضمنية من الولايات المتحدة على تخصيب محدود لليورانيوم في إيران، نشر ترامب مساء الاثنين رسالتين متتاليتين على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال”. في الرسالة الأولى قال: “القلم التلقائي كان يجب أن يمنع نظام إيران من التخصيب قبل ذلك بكثير. ووفقًا للاتفاق المحتمل الحالي، لن نسمح بأي شكل من الأشكال بتخصيب اليورانيوم.”

وفي الرسالة الثانية، التي جاءت كملحق للأولى، أضاف ترامب: “لقد أجريت للتو محادثة جيدة جدًا مع قادتنا العسكريين. هذه هي أقوى قوة عسكرية لدينا على الإطلاق، خاصة وأننا نقوم بتخزين الأسلحة بسرعة غير مسبوقة في تاريخ بلادنا. ومع ذلك، آمل ألا نضطر أبدًا لاستخدامها!”

من جانبها، نقلت شبكة CNN عن ترامب تأكيده مجددًا على موقفه الصارم، حيث كتب على “تروث سوشيال”: “وفقًا لاتفاقنا المحتمل – لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم.”

في الوقت نفسه، تواجه المفاوضات النووية تعثرًا واضحًا، حيث صرح مسؤول إيراني رفيع المستوى لشبكة CNN أن الاقتراح الجديد المقدم لطهران كان “غير متماسك وغير ذي صلة”. وأضافت مصادر مطلعة أن “زخم المفاوضات لضمان اتفاق جديد ينهار”، وأن الجولة التالية من المحادثات أصبحت “غير مؤكدة للغاية وقد لا تُعقد على الإطلاق”، مما يعكس تراجعًا كبيرًا في آمال التوصل إلى حل دبلوماسي قريب.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة ترامب تصر على أن إيران يجب أن تلغي برنامجها النووي للتخصيب بالكامل كجزء من أي اتفاق لتخفيف العقوبات، مؤكدة أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي.

تأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد في العلاقات الأمريكية-الإيرانية، مع استمرار الضغوط الدولية على طهران للامتثال للمعايير النووية الدولية، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تصعيد الصراع في المنطقة إذا فشلت المفاوضات.