إلى نعيم قاسم: كفى مسخرة… وسلِّم سلاحك للدولة اللبنانية

أطلّ نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، مجددًا على اللبنانيين بخطابٍ تقليديٍّ مملّ، ليُخبرنا بأن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن إعادة إعمار ما دمرته مغامرات حزبه في الجنوب، متجاهلًا أن تلك الحرب لم تكن سوى ثمرة حماقة استراتيجية، ضمن سلسلة طويلة من الحسابات الخاطئة التي ارتكبتها قيادات حزب الله، والتي يدفع اللبنانيون ثمنها يومًا بعد يوم.
كنا نظنّ أن الحزب قد استخلص العِبر من العقود الماضية، لكن الخطاب الأخير أثبت العكس. عاد نعيم قاسم إلى أسطوانة التهديد والوعيد، وكأن على الدولة أن تُرمِّم ما يهدمه حزبه.
والحقيقة يعرفها الجميع: حزب الله هُزم في الميدان واستسلم، وما تبقّى من سلاحه لا يُستخدم إلا لتهديد الداخل اللبناني وفرض أجندات إيران على الدولة. فمنذ ذلك الاستسلام، لم يُطلق رصاصة واحدة على العدو، رغم اغتيال أكثر من 300 قيادي من صفوفه في عمليات دقيقة ومعلنة.
يا نعيم قاسم، كفى عبثًا بمصير الوطن. لا شرعية لسلاحٍ لم يعد سوى أداة لفرض النفوذ الداخلي والابتزاز السياسي. سلِّموا سلاحكم للدولة اللبنانية قبل أن تُضطر، عاجلًا أم آجلًا، إلى نزعه بالقوة، حفاظًا على ما تبقّى من كرامة وسيادة.
كفى مسخرة. كفى تدميرًا ممنهجًا لمؤسسات الدولة. كفى استغباءً للشعب.
لبنان ليس مزرعة لكم… ولن يكون.