بالأرقام الموثّقة: كيف يتراجع “التيار الوطني الحر” في جزين وتتقدّم “القوات اللبنانية”؟

بقلم تادي عواد
تشهد قضاء جزين تغيرًا واضحًا في الخريطة السياسية، تظهر ملامحه بوضوح في نتائج الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة، وتحديدًا في المقارنة بين أداء “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. الأرقام لا تكذب، وهي تُظهر مسارًا تنازليًا للتيار، مقابل تقدم ثابت للقوات.
من 2018 إلى 2025: تغيّر المشهد الانتخابي
نيابية 2018:
التيار الوطني الحر: 2147 صوتًا
القوات اللبنانية: 420 صوتًا
إبراهيم عازار: 1528 صوتًا
نيابية 2022:
التيار الوطني الحر: 1528 صوتًا
القوات اللبنانية: 1185 صوتًا
إبراهيم عازار: 782 صوتًا
بلدية 2025:
تحالف التيار الوطني الحر + إبراهيم عازار + الحزب القومي: 2628 صوتًا
القوات اللبنانية (منفردة): 1855 صوتًا
التيار يخسر ويتراجع… بالأرقام
من الواضح أن “التيار الوطني الحر” بدأ مسيرته في جزين بنسبة تفوق 70% من الأصوات النيابية عام 2018، لكنه تراجع إلى حدود 50% في 2022، ليصل إلى أقل من 30% في 2025. الأسوأ من ذلك، أنه لم يعد قادرًا على الفوز بالحد الأدنى دون التحالف مع خصوم الأمس.
في الانتخابات البلدية الأخيرة، احتاج التيار إلى تحالف ثلاثي مع إبراهيم عازار والحزب القومي ليحقق فوزًا غير مكتمل:
حصل إبراهيم عازار على 10 أعضاء في المجلس البلدي من أصل 17.
نال التيار 7 أعضاء فقط.
تم تعيين رئيس البلدية من حصة التيار بناءً على تسوية داخلية، ولكن النفوذ الفعلي بات عند عازار.
فأين الانتصار إذاً؟ التيار لم “يستعد” موقعه كما يحاول الترويج، بل لجأ إلى تحالف إنقاذي ليمنع خسارة كاملة، بعدما انخفض رصيده النيابي إلى 1700 صوت فقط في 2022.
القوات اللبنانية: نمو تصاعدي واضح
بالمقابل، تشهد “القوات اللبنانية” مسارًا تصاعديًا ثابتًا:
من 420 صوتًا في 2018،
إلى 1185 صوتًا في 2022،
إلى 1855 صوتًا في 2025.
هذا التقدم تم بدون تحالفات ولا تنازلات، ما يعكس تنامي حضور الحزب في الشارع الجزيني، واستعادة الثقة الشعبية تدريجيًا.
نحو 2026: لكل حادث حديث
إذا كانت أرقام 2018 قد أظهرت تفوق “التيار”، فإن انتخابات 2025 أكدت أن الزمن تغير. المؤشرات السياسية في جزين باتت تميل نحو القوى السيادية والتغييرية، وتحديدًا “القوات اللبنانية”، التي باتت تمتلك قاعدة شعبية صلبة ومتماسكة.
الأنظار تتجه الآن إلى الانتخابات النيابية في 2026، والتي من المتوقع أن تكون حاسمة في تثبيت هذا التحول. فهل يستمر التيار في التراجع؟ أم ينجح في إعادة التموضع؟ الأكيد أن جزين لم تعد كما كانت، والأرقام تقول كل شيء.