لبنان

من نكسة بلدية إلى دفن سياسي: “التيار الوطني الحر” ينهار بصمت

بقلم تادي عواد

ما تشهده الساحة المسيحية اليوم ليس مجرد تحوّل انتخابي عابر، بل انهيار سياسي كامل لحزب رفع شعارات الإصلاح والسيادة، لينتهي أداةً مشلولة فاقدة للثقة والتأثير.

التيار الوطني الحر، بقيادة النائب جبران باسيل، تلقّى صفعة قاسية في الانتخابات البلدية، كشفت حجم التآكل الشعبي والسياسي الذي يعانيه. من المتن إلى الكورة مرورًا بالبترون، والبقاع وزحلة، الرسالة كانت واحدة: الناس سئمت، والقاعدة انفضّت، والمشروع فشل.

في المتن، حيث كان “التيار” يفاخر بنفوذه، خسر لصالح من خرجوا عليه. أما في البترون، موطن باسيل السياسي، فكانت الهزيمة مدوّية. لم يبقَ له فيها سوى مدينة واحدة “أنقذها” عبر تحالف موضعي مع “القوات اللبنانية”، خصمه الأزلي، في خطوةٍ عكست هروبًا من المواجهة، لا ذكاءً انتخابيًا.

السياسة بدورها أغلقت الأبواب في وجهه. انفضّ تحالف حزب الله، ولم يُفتح أي تحالف بديل. نواف سلام لم يمدّ له اليد، والداخل والخارج يتعاملان معه كـ”عبء فائض عن الحاجة”، لا شريكًا وطنيًا جادًا.

أخطر ما في المشهد أن التيار لم يغيّر شيئًا. ما زال يكرّر الشعارات، ويبث الخطاب ذاته، وكأن الناس لا ترى الانهيار، ولا تعيش الكارثة، ولا تذكر الصفقات والفضائح.

باختصار، التيار الوطني الحر يحتضر سياسيًا، وأي انتخابات مقبلة قد تكون موعد إعلان الوفاة الرسمية، إلا إذا حدثت معجزة… ولبنان لم يعد أرضًا للمعجزات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى