لبنان

نهاية عهد رمزي نهرا: سقوط حارس الدويلة في طرابلس

بسقوط رمزي نهرا وإقالته من منصبه، يُطوى فصلٌ قاتم من فصول الدولة العميقة في طرابلس والشمال. ينتهي عهد المحافظ الذي كان يُفترض به أن يكون حاميًا للمنطقة ومدافعًا عن مصالحها، فإذا به يتحوّل إلى أداة في يد منظومة تُمعن في إلحاق الضرر بطرابلس.

لم يكن رمزي نهرا مجرّد موظف إداري، بل تحوّل إلى رمزٍ لمرحلةٍ اختلط فيها الأمن بالتسلّط، والقانون بالاستنسابية، والخدمة العامة بالمصلحة الخاصة. مارس صلاحياته بأسلوبٍ أقرب إلى “التشبيح الإداري”، حيث استُخدم موقعه لقمع الأصوات، وحماية الفساد، وتهميش المناطق، وخصوصًا طرابلس، المدينة التي دفعت أثمانًا باهظة في سبيل بقائها صامدة.

سقط المحافظ، وسقط معه عهد التستّر خلف القوى الأمنية لتمرير القرارات المجحفة، والتعامل مع أبناء الشمال كما لو أنهم مجرّد رعايا في إمارةٍ خاضعةٍ لوصايةٍ خارجية. انتهت مرحلة الظلم والتهميش والإقصاء، تلك التي حُرم خلالها الشمال من أبسط حقوقه في التنمية والعدالة والكرامة.

اليوم، تستعيد طرابلس صوتها. اليوم، يبدأ الشمال رحلة استعادة ذاته من براثن من أساء إليه طويلًا. إنها بداية تصحيح لمسارٍ طال انحرافه، وخطوة أولى نحو بناء سلطة تحترم أبناءها وتخدمهم، لا أن تستقوي عليهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى