تعلّموا من التاريخ: زحلة تُحاصر، لكنها لا تسقط.

بقلم تادي عواد
بعد أن تكتّلت قوى العمالة والفساد، بكل ما تمثّله من تبعية وانعدام للكرامة الوطنية، في مواجهة “حزب القوات اللبنانية” خلال المعركة البلدية، ظنّوا أنهم قادرون على إسقاط الصوت السيادي وإسكات الأحرار. فاستنفروا المال السياسي، وأحيَوا شبكات الزبائنية، واستوردوا التعليمات من غرفٍ سوداء لا تعرف من زحلة سوى اسمها.
وحين أطلق “حزب الله” ومنظومة الفساد التابعة له حملة ترهيب ممنهجة لمنع أي طرف سياسي من التحالف مع “القوات اللبنانية” في زحلة، انكشفت الحقيقة: لم تكن المعركة بلدية فحسب، بل معركة وجود وهوية. معركة بين مشروعٍ وطني سيادي، ومشروعٍ مرتهن يسعى لتحويل المدن الحرة إلى بؤرٍ خاضعة لأجندات خارجية.
لكن الأمل، كما دائمًا، معقود على أهل زحلة. على أبناء الكرامة الذين أذلّوا جيش الأسد على ترابهم. على من آمنوا أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع. زحلة، التي صمدت في وجه الاحتلال، لن تسمح لحلف الميليشيا والفساد أن ينجّس شوارعها.
زحلة ستنتصر، لأن الحق فيها متجذّر، ولأن أهلها لا يبيعون كرامتهم لمن خانوا الوطن. ستنتصر، لأن في شوارعها رجالًا ونساءً أقسموا أن يبقى قرارهم حرًّا وسياديًا حتى النفس الأخير.