لبنان

من بلدية إلى مزرعة: كيف حوّل أسعد زغيب زحلة إلى ملك خاص؟

منذ أن تسلّم رئاسة بلدية زحلة، تصرّف أسعد زغيب وكأن البلدية مُلكٌ خاص له، لا مؤسسة عامة تخضع لقوانين ومجالس وشراكة. كل قرار يخرج من مكتبه، كل ملف يمرّ عبره وحده، وكأننا أمام حكم فردي لا إدارة بلدية منتخبة.

عندما أرسل الزحليون – مقيمون ومغتربون – المساعدات المالية والعينية، فعلوا ذلك بدافع حبّهم لمدينتهم، لا لشخص أو مسؤول. لكن للأسف، لم تُوزَّع هذه المساعدات من خلال مؤسسات البلدية المعنية، بل تم تهميش لجنة المساعدات الاجتماعية بالكامل، وكأنها غير موجودة، وأصبحت القرارات تُتخذ من طرف واحد دون مشاورة أو محاسبة.

المساعدات العينية تُخزَّن في مستودعات تُدار من قبل الرئيس نفسه، وتُوزّع بأوامر منه عبر شرطة البلدية، لا باسم بلدية زحلة، بل باسم شخصه. والعبارة المتداولة عند التوزيع: “هذه من الريّس أسعد”، تُقال دون خجل، وكأن المساعدة تخرج من ماله الخاص، لا من تبرّعات الناس ولا من شراكات باسم البلدية.

أما المساعدات المالية، فقد قيل إنها كانت تُسلَّم للرئيس شخصيًا، وتُوضع في جارور مكتبه الخاص، ليتم صرفها وفق اجتهاده الشخصي ودون أي رقابة أو تسجيل واضح. وإن كان المتبرّعون قد وثقوا بالرئيس، فإن الزبائنية في توزيع المال العام تُسقط أي ثقة، لأنها تقوم على المحسوبيات لا على العدالة الاجتماعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى