اخبار العالم

إيران وأذرعها: دمى تحترق على مذبح المفاوضات النووية

بقلم تادي عواد

من اليمن إلى لبنان، طهران تدير حروبًا بالوكالة وتضحّي بحلفائها في سبيل إنقاذ مشروعها النووي وفرض نفوذها الإقليمي

بينما تتكثف التحركات الدبلوماسية حول الملف النووي الإيراني، تسير إيران في اتجاه موازٍ أكثر دمويّة، يستنزف حلفاءها ويقوّض ما تبقى من استقرار في الدول التي تهيمن عليها. فطهران لا ترى في الحوثيين أو حزب الله أو الحشد الشعبي سوى أدوات تفاوض قابلة للاستهلاك. وفي الوقت الذي تعقد فيه طهران صفقاتها خلف الطاولات، تحترق الساحات العربية تباعاً… دفاعًا عن مشروع لا يعني شعوبها بشيء.

الحوثيون: طُعم إيران في البحر الأحمر

رغم الضربات الجوية الأميركية العنيفة والخسائر المتزايدة في صفوف الحوثيين، تواصل إيران الدفع بهم إلى واجهة التصعيد البحري. فالممرات الحيوية في البحر الأحمر ليست سوى أوراق ضغط تُستخدم حين ترتفع حرارة المفاوضات النووية. لا يعني طهران إن سقطت صنعاء أو انفجر الوضع الإنساني أكثر، فالميليشيا في اليمن أداة استراتيجية، لا أكثر.

حزب الله: ذراع محترقة في وطن منهار

في لبنان، الواقع أكثر مأساوية. بلد منهك اقتصاديًا، ومجتمع منقسم، وطائفة تُحمّل تبعات خيارات سياسية لا تملك القرار فيها. ومع ذلك، تصر إيران على استخدام حزب الله كذراع ضغط على الجبهة الشمالية لإسرائيل كلما استدعت حاجتها التفاوضية ذلك. لبنان يُدفع نحو الهاوية، وطهران تستثمر في دمار الدولة وتماسك الحزب.

الطائفة الشيعية: ورقة قابلة للحرق

رغم كل الخطاب العقائدي، تتعامل إيران مع الشيعة العرب كوقود لمعاركها. في العراق، في سوريا، في لبنان، وحتى في اليمن، يتم الزج بهم في خطوط النار الأولى، دون أي اعتبار لكرامة الإنسان أو مصير الطائفة. المشروع الفارسي لا يحمي الشيعة، بل يستهلكهم في معاركه الكبرى، تمامًا كما تفعل القوى الاستعمارية بأدواتها.

لا حلفاء… بل أدوات

لا يوجد في أجندة طهران ما يسمى “حلفاء”. هناك وكلاء ميدانيون، يُحرّكون عند الحاجة ويُضحّى بهم عند الضرورة. حين تقتضي مصلحة إيران صفقة مع الغرب، فهي مستعدة لتصفية أي ذراع ميداني مقابل تثبيت موقعها كقوة إقليمية معترف بها. الشعارات تنهار أمام المصالح، ومن لا يدرك ذلك سيكون أول من يُستبدل.

زمن كشف الأقنعة

إيران اليوم تقاتل من أجل بقاء نفوذها الإقليمي عبر ملفها النووي، ولو على جثث “الحلفاء” وأطلال المدن العربية. من لا يعي أنه أداة في يد مرشد طهران، فسيكتشف الحقيقة بعد فوات الأوان. والدرس واضح: من لا يملك قراره لا يمكن أن يرفع راية المقاومة، ومن يخدم مشروعاً خارجياً على حساب شعبه، لا يُسمّى حليفاً… بل خادماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى