قضايا الارهاب

إيران.. عقود من الاغتيالات والإرهاب العابر للحدود!

فجّر الجنرال الإيراني السابق محسن رفيق دوست قنبلة سياسية باعترافات صادمة حول تورط الحرس الثوري الإيراني في تنفيذ عمليات اغتيال ضد معارضي النظام خارج حدود البلاد. وبينما أثارت هذه التصريحات غضبًا داخل إيران وخارجها، سارع مكتبه إلى إصدار بيان مهتز، زاعمًا أن تصريحاته كانت “نتيجة مشاكل في الذاكرة” بعد خضوعه لجراحة دماغية!

لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن هذه الاعترافات تتماشى تمامًا مع تاريخ إيران الدموي في الإرهاب والاغتيالات، وهو إرث أسود يمتد لعقود.

عمليات اغتيال تحت إشراف مباشر
خلال مقابلة تلفزيونية استمرت ساعتين، أقرّ رفيق دوست بأنه أشرف شخصيًا على تنفيذ اغتيالات استهدفت شخصيات معارضة بارزة، من بينها:

تمسار عويسي: حاكم طهران العسكري، اغتيل في باريس عام 1984.

فريدون فرخزاد: الشاعر والإعلامي الشهير، قُتل بطريقة وحشية في منزله بألمانيا عام 1992.

شابور بختيار: آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، اغتيل في باريس عام 1991.

شهريار شفيق: ضابط بحري بارز وابن العائلة المالكة، أُردي قتيلاً بالرصاص في باريس عام 1979.

ولم يكتفِ الحرس الثوري بتنفيذ العمليات بنفسه، بل استعان بجماعات انفصالية في إسبانيا، ومرتزقة إجراميين عبر وسطاء دينيين في ألمانيا، لضمان إتمام مهماته القذرة بأقصى قدر من التعتيم.

الابتزاز والإرهاب كسياسة رسمية
لم تكن الاغتيالات سوى جزء من الترسانة الإرهابية للنظام الإيراني. فقد اعترف رفيق دوست أنه ابتزّ وزير الخارجية الفرنسي للإفراج عن أنيس النقاش، المنفذ الفاشل لاغتيال بختيار عام 1980، مهددًا بتفجير سفارة أو اختطاف طائرة إذا لم يُطلق سراحه خلال أسبوعين!

هذا الأسلوب لا يترك مجالًا للشك في أن إيران لا تمارس الدبلوماسية، بل الإرهاب العابر للحدود كأداة سياسية.

شبكة إرهابية دولية ممولة بأموال الشعب
كشفت التقارير أن عمليات الاغتيال لم تكن عشوائية، بل جرت بتمويل ممنهج من أرباح صفقات السلاح خلال الحرب العراقية الإيرانية، إضافة إلى عوائد النفط والشركات التابعة للحرس الثوري، وعوائد تهريب المخدرات والأسلحة.

الرد الدولي.. الاختبار الحاسم
أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن هذه الاعترافات ليست مجرد زلة لسان، بل رسالة تهديد واضحة للعالم، مفادها أن النظام الإيراني سيواصل مسلسل القتل والإرهاب دون خوف من العواقب.

ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وحازم ضد طهران، معتبرًا أن أي تقاعس سيعني منح النظام تفويضًا مفتوحًا لمزيد من التفجيرات واحتجاز الرهائن وعمليات الاغتيال.

إرهاب موثق.. ولكن بلا ردع!
وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية عام 2020، نفذ النظام الإيراني عمليات اغتيال وهجمات إرهابية في أكثر من 40 دولة، مستهدفًا المعارضين في كل مكان.

وفي ديسمبر 2024، نشر مركز عبد الرحمن برومند لحقوق الإنسان خريطة تفاعلية وثّقت 861 عملية إعدام خارج نطاق القضاء، و124 محاولة اغتيال أو اختطاف نفذها عملاء طهران حول العالم.

هذه الحقائق الدامغة تفضح دولة مارقة تعتمد على الإرهاب كسياسة ممنهجة، ما يطرح تساؤلات جدية حول الخطوات المقبلة التي يجب أن يتخذها المجتمع الدولي لمواجهة هذه الجرائم المستمرة.

هل ستتحرك القوى العالمية أخيرًا لكبح جماح آلة القتل الإيرانية؟ أم أن النظام سيواصل سياسته الدموية دون رادع؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى