عيد مار مارون / عمر سعيد

غدًا عيد مار مارون. يظن البعض من اللبنانيين أنّه عيد طائفي، وأنّ الهدف من وضعه على الرزنامة السنوية للدولة توازنات طائفية، ليس أكثر.
إنّ التعاطي مع هذه المناسبة من الزاوية الطائفية؛ يجعلنا شعبًا مراهقًا ساذجًا.
لأن عيد مار مارون مناسبة وطنية كبيرة أسّست للبنان الذي نحب، ونحلم، ونخاف عليه.
فأعظم إنجازات المؤمنين في التاريخ هي تأسيس الأوطان، وتثبيتها على خرائط الوجود والحب والحياة.
ستة عشر قرنًا من العمل والبناء والنضال، وبضع وسبعون بطريركًا مارونيًا للبنان، بلغت إنجازات هذا القديس الرائع.
فهل في ما أنجز ما لا يشير إلى حجمه الوطني الكبير جدًّا؟!
وأنا كمسلم أريد أن يَعلَمَ أبنائي وأحفادي أن عيد مار مارون عيدٌ بحجم لبنان بكافة طوائفه ومذاهب مواطنيه.
أريد لهم أن يعوا متى كانت البداية، وكيف بلغهم هذا اللبنان.
أريدهم أن يتعلموا الامتنان الجدير بتضحات المحبين الكبار في تاريخ هذا البلد.
أريدهم أن يشعروا في عنايا وفي أي كنيسة يدخلونها بما يشعرونه في مكّة والمدينة المنورة وأي مسجد من روحانيات وسلام.
أريدهم أن يدركوا أن بركات مار مارون ومحبّته لا تختلف عن بركات ومحبة كل الذين عملوا لأجل الحب والوطن في هذه الأرض.
أريدهم أن يتعلّموا كيف يقولون: “آمين” خلف الخوري والقس والشيخ وأينما سمعوا كلامًا يدعو للمحبة والوطن والإنسان.
أريدهم أن يقرؤوا الإنجيل بالخشوع والحب والنقاء الذي يقرؤون به القرآن.
وأن يستيقظوا صباح عيد مار مارون ليقولوا لي ولأمهم الشيعية ولأجدادهم السنة والشيعة في بيتينا:
“كل عام وأنتم بخير، إنه عيد مار مارون السلام على اسمه”
وكل عام واللبنانيون كافّة والمسحيون خاصّة بألف خير.
عمر سعيد