“بلومبرج”: آلية أوروبا لتجنيب طهران العقوبات “محكوم عليها بالفشل”
انتقدت وكالة “بلومبرج” الأمريكية تأسيس بعض الدول الأوروبية آلية خاصة لتجنيب إيران العقوبات الأمريكية، ووصفتها بأنها “فكرة غير مدروسة ومحكوم عليها بالفشل”.
وقالت “بلومبرج”، في افتتاحية الجمعة، إن ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا تمادت بتأسيس آلية ذات أغراض خاصة من أجل استمرار العلاقات التجارية مع إيران، الأمر الذي صُمم بشكل واضح للالتفاف حول العقوبات الأمريكية، لافتة إلى أن هذه الاستراتيجية “محكوم عليها بالفشل”، وأن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لن تنخدع بها.
وتفكر الدول الثلاث في تأسيس “منشأة ذات غرض خاص” تشبه المقاصة بهدف إخراج إيران من التعقيدات المالية، وفي الوقت ذاته تسمح لها بالتجارة.
وترى الوكالة أن الاتحاد الأوروبي يحاول إرضاء كلا الطرفين في أزمة العقوبات الأمريكية ضد إيران.
فالدول الأوروبية تعبر عن تضامنها مع مخاوف إدارة ترامب حول التهديد المتزايد الذي تشكله إيران للاستقرار في الشرق الأوسط.
ومؤخراً، عبَّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وفي الوقت ذاته، يتغاضى الاتحاد الأوروبي عن جهود الدول الأعضاء به لتفادي القيود الأمريكية المفروضة ضد إيران، الأمر الذي تراه الوكالة محاولة لطمأنة النظام الإيراني باستمرار العلاقات التجارية على الرغم من قرار واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015.
وقالت بلومبرج: إن الجهود الأوروبية للحفاظ على العلاقات مع طهران لم تمنع قادة إيران من التعامل مع أوروبا بازدراء.
وأوضحت أنه بعد أيام من تحذيرات الاتحاد الأوروبي بشأن الصواريخ الإيرانية، استعرضت طهران مصنعاً للصواريخ تحت الأرض، وزعمت امتلاكها صاروخًا باليستيا أرض-أرض جديدًا.
وأضافت أن الدول المؤسسة للآلية ذات الغرض الخاص قالت إن الغرض منها هو إمداد إيران بالأدوية المنقذة للحياة والأطعمة الأساسية. ولكن الولايات المتحدة استثنت المعاملات التجارية ذات الأغراض الإنسانية من العقوبات، حسبما أوضحت “بلومبرج”.
واتفقت الوكالة مع إصرار المسؤولين الأمريكيين على إيقاف الآلية التي أسستها الدول الأوروبية، من خلال التهديد بفرض عقوبات ضد أي شخص أو بنك أو شركة على علاقة بتأسيسها، إذا لزم الأمر.
وفي مايو/أيار الماضي، انسحب ترامب من اتفاقية 2015 النووية بين إيران وست قوى عالمية، وأعادت واشنطن فرض عقوبات مغلظة على طهران.
وإعادة فرض العقوبات جزء من جهود على نطاق أوسع يبذلها الرئيس الأمريكي لإجبار إيران على كبح برامجها النووية والصاروخية، وكذلك وقف دعمها المليشيات في اليمن وسوريا ولبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط.