لبنان

أزمة تنظيمية في تيار المستقبل تهدد الحشد الجماهيري في 14 شباط

مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، تعصف بتيار المستقبل أزمة تنظيمية حادة، لا سيما في بيروت، حيث يعبر الناشطون عن استيائهم من تهميشهم داخل التيار وانقطاع التواصل بينهم وبين القيادة المركزية. وقد ظهرت هذه الأزمة إلى العلن من خلال نقاشات ساخنة على منصات التواصل الداخلي للتيار، تعكس غضباً بيروتياً متزايداً حيال آلية العمل التنظيمي وغياب التنسيق الفعّال.

بيروت على هامش التنظيم؟

في مجموعات واتساب الداخلية لمنسقية بيروت، كان لافتاً حجم الإحباط الذي عبّر عنه بعض الأعضاء، حيث وصفوا جولات الأمين العام للتيار أحمد الحريري في المناطق الأخرى بـ”المسرحية”، متسائلين عن سبب غياب التحضيرات في العاصمة مقارنة بالمناطق الأخرى مثل صيدا، البقاع وطرابلس. وأوضح أحد الأعضاء أن “بيروت لم تكن يوماً مكسر عصا”، متسائلاً عن سبب تراجع دورها في الحراك التنظيمي للتيار، رغم أنها كانت تاريخياً إحدى ركائزه الأساسية.

وأبرزت النقاشات أيضاً انقطاع التواصل بين الأمانة العامة للتيار وكوادر بيروت، حيث لم تُعقد اجتماعات تحضيرية ولم تُوضع خطة واضحة لحشد الجمهور في المناسبة السنوية. أحد الناشطين علّق قائلاً: “نحن متل الأطرش بالزفة، أرسلنا مراراً وتكراراً ولم يأتنا جواب”.

أسباب الأزمة: بين الانقسامات الداخلية والجمود التنظيمي

وفق مصادر مطلعة داخل التيار، فإن الأزمة لا تعود فقط إلى سوء التنظيم، بل أيضاً إلى عوامل سياسية داخلية أثرت على هيكلية العمل الحزبي. ومن أبرز هذه العوامل:

افتقار التيار إلى نواب مقرّبين في بيروت: معظم نواب العاصمة ليسوا محسوبين على تيار المستقبل، بل استقطبوا العديد من الكوادر منذ انتخابهم، ما قلّص نفوذ القيادة التقليدية للتيار في بيروت.

حركة الوزير السابق محمد شقير: نجح شقير في استقطاب شخصيات محسوبة على التيار، مثل النائبة السابقة رولا الطبش، ما أدى إلى انقسامات داخل القاعدة التنظيمية للتيار.

ضعف التواصل والخدمات الحزبية: امتناع بعض مسؤولي التيار في الوزارات، خصوصاً في وزارة الصحة، عن تقديم الدعم لأعضاء التيار في بيروت أدى إلى تزايد الاستياء، حيث بات يُنظر إلى التيار على أنه فقد تأثيره في إدارة الشأن العام.

هل يتمكن أحمد الحريري من احتواء الأزمة؟

أمام هذا الواقع، يسعى الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى معالجة التوتر المتصاعد، حيث أشارت مصادر داخلية إلى أنه سيخصص الأيام المقبلة لضبط الأوضاع داخل منسقية بيروت ومحاولة إعادة تفعيل التواصل مع الكوادر التنظيمية. ولكن يبقى السؤال: هل هذه التحركات ستكون كافية لاستعادة ثقة الناشطين؟

من الواضح أن التيار يواجه اختباراً صعباً قبل 14 شباط، إذ إن نجاحه في الحشد الجماهيري مرهون بإمكانية إعادة ربط القيادة بالقواعد الشعبية، خصوصاً في بيروت التي لطالما كانت مركز ثقل أساسي للتيار. فهل يتمكن تيار المستقبل من استعادة زمام الأمور، أم أن بيروت ستتحول إلى نقطة ضعف جديدة تضاف إلى تحديات التيار المستمرة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى