تحت المجهر

الطائفية والنظام أكذوبة… السلاح الخارج عن القانون هو المشكلة

بقلم تادي عواد –

يظهر بين الحين والآخر عبر وسائل الإعلام بعض “المتفلسفين” الذين لا يترددون في الترويج لأفكار ساذجة تحت غطاء التحليل السياسي. هؤلاء يملؤون عقول المستمعين بتفاهات مضللة، مدّعين أن أزمة لبنان هي بالدرجة الأولى أزمة نظام سياسي. وفي المقابل، يطلّ آخرون، وخصوصًا من منظّري اليسار السياسي، ليكرروا سردياتهم البالية التي تزعم أن المشكلة تكمن في الطائفية، مغرقين الناس بروايات تفتقر إلى الواقعية وتتجاهل جوهر الأزمة.

في الحقيقة، هؤلاء جميعًا يهربون من مواجهة الواقع الأساسي، الذي هو أبسط وأوضح مما يحاولون إخفاءه. أزمة لبنان ليست أزمة نظام سياسي ولا أزمة طائفية، بل هي أزمة وجود تنظيم إرهابي يدّعي المقاومة ويفرض هيمنته على الحياة السياسية بالقوة والعنف والبلطجة. هذا التنظيم، الذي لا يتورع عن تصفية معارضيه، يعمل على تعطيل القضاء، إرهاب الأجهزة الأمنية، ومنعها من أداء واجبها في حماية القانون والشعب.

لبنان لا يحتاج إلى إصلاح نظام سياسي، ولا إلى خطب رنانة عن الطائفية أو العلمانية. الحل الحقيقي يكمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تختبئ خلف شعارات زائفة مثل “المقاومة” و”سرايا المقاومة”. السبيل الوحيد لاستعادة الدولة هو تفكيك هذه الميليشيات، جمع سلاحها غير الشرعي، وتسليمه إلى الجيش اللبناني. عندها فقط، يمكن أن تستقيم الأمور ويعود لبنان إلى مسار الدولة والمؤسسات.

إن أي نظام سياسي، مهما كان علمانيًا أو متقدمًا، سيبقى عاجزًا عن تحقيق التقدم في ظل وجود سلاح إرهابي يُستخدم لفرض الهيمنة وعرقلة الدولة. لذلك، يجب أن نتوقف عن تضليل الناس والالتفاف حول المشكلة الأساسية. المشكلة في لبنان لها اسم واضح: حزب الله وسلاحه غير الشرعي، وما يتبعه من شعارات خادعة مثل “المقاومة” و”سرايا المقاومة”.

كفى ثرثرة فارغة. آن الأوان لمواجهة الحقيقة بشجاعة ووضوح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى