تحت المجهر

كيف تقبلون أن تكون وزارة المال حكراً على فريق قاد البلاد إلى الهاوية؟

بقلم تادي عواد –

تتوالى المشاهد السياسية في بلدنا كأنها نسخة مكررة من ماضٍ أليم. فلا التغيير الذي طمحنا إليه تحقق، ولا الإصلاحات التي وُعدنا بها رأت النور. تعيدنا الأحداث إلى نفس الدائرة المغلقة: حقائب وزارية تُوزَّع بشروط، تسويات غير منصفة، واستقواء بسلاح أصبح رمزاً لترسيخ النفوذ على حساب الدولة. وكأننا لم نتعلم شيئاً من دروس الماضي. لماذا نصرّ على إعادة إنتاج تجارب فاشلة؟

ها هي الشروط المسبقة تعود لتوزيع الحقائب الوزارية على أساس الولاءات بدلاً من الكفاءات. من هنا، نسأل رئيسَي الجمهورية والحكومة: كيف تقبلان أن تصبح وزارة المال حكراً على فريق سياسي واحد؟ الفريق نفسه الذي قاد البلاد إلى الهاوية! أين التغيير؟ وأين العدالة؟ أليس من حق الشعب أن يرى وجوهاً جديدة تتحمل المسؤولية، بعيداً عن المحاصصات المقيتة؟

إن التغيير الحقيقي لا يعني تبديل الوجوه فقط، بل يعني تغيير النهج، ومحاسبة الفاسدين، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. لكن للأسف، ما نشهده اليوم هو استمرار للنهج ذاته الذي أوصلنا إلى الحضيض. لماذا تولّيتم المسؤولية إذا لم تكن لديكم الجرأة والإرادة لإحداث تغيير؟ لماذا تديرون ظهوركم لشعب وثق بكم؟ هل كان الهدف مجرد الوصول إلى الكراسي، أم إنقاذ وطن ينهار أمام أعيننا؟

لقد أقسمتم على خدمة الشعب، لا خدمة المحاصصة. فإذا كنتم عاجزين عن كسر هذه الدوامة من المحاصصات الطائفية، فمن الأفضل أن تعلنوا ذلك بصراحة. لا تدفنوا البلاد تحت أنقاض الفشل لست سنوات أخرى، ولا تجعلوا من وعودكم الزائفة وسيلة لتخدير الناس.

التغيير الحقيقي لا يُقاس بالكلام، بل بالأفعال: محاسبة الفاسدين، وإنهاء سيطرة القوى المتسلطة على مفاصل الدولة.

لا تجعلوا عهدكم لعنة جديدة على هذا الوطن. الشعب يراقب، والتاريخ لن يرحم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى