لبنان

حزب الله واستراتيجية التعطيل السياسي

بقلم تادي عواد –

يواصل حزب الله تبني سياسة المماطلة لتعطيل مهمة رئيس الحكومة المكلف، نواف سلام. تهدف هذه الاستراتيجية إلى الإبقاء على حكومة نجيب ميقاتي، التي تتماشى مع مصالح الحزب وتمكّنه من توجيه القرارات بما يخدم أجندته الخاصة.

ازدواجية الخطاب: التهديد العلني والمبطن

يتبع الحزب خطابًا مزدوجًا يجمع بين التهديد العلني والإيحاء المبطن، في محاولة لإفشال أي مساعٍ جدية لتشكيل حكومة مستقلة عن هيمنته. تعكس هذه السياسة نوايا واضحة لإفشال الإصلاحات ومنع قيام سلطة مستقلة تسعى إلى إحداث تغيير فعلي.

أهداف تعطيل تشكيل الحكومة

1. الحفاظ على حكومة ميقاتي

يركز الحزب على الإبقاء على حكومة ميقاتي لضمان إحكام السيطرة على الملفات الحساسة، لا سيما إدارة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مما يحقق مكاسب سياسية وأمنية تخدم مصالحه الخاصة.

2. التهرب من تسليم السلاح

يهدف الحزب إلى إطالة أمد الأزمة السياسية لتفادي أي التزامات محتملة بنزع سلاحه أو تسليمه للجيش اللبناني، مما يعزز دوره كقوة داخلية ضاغطة تُهدد استقرار التوازن السياسي.

استراتيجية التأجيل طويل الأمد

تعطيل تشكيل الحكومة ليس مجرد مناورة مؤقتة، بل هو سياسة مدروسة تهدف إلى تمديد الوضع الراهن إلى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة. يتيح هذا النهج للحزب تعزيز نفوذه وتجنب أي تهديد لتوازن القوى الحالي.

تجاهل الأزمة الاقتصادية

رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان، يظهر حزب الله عدم اكتراث حقيقي بمعاناة اللبنانيين. تتركز أولوياته على حماية مصالحه السياسية والعسكرية، حتى وإن كان ذلك على حساب استقرار البلاد ومستقبل شعبها.

السلاح كأداة للهيمنة الداخلية

في ظل فشل الحزب في تحقيق أهدافه على الجبهة الإسرائيلية، يحتفظ بسلاحه كوسيلة للضغط الداخلي وفرض الهيمنة على القرارات الوطنية، ما يثير تساؤلات جدية حول دوره في النسيج السياسي اللبناني.

الخلاصة

تعكس سياسة حزب الله القائمة على تعطيل تشكيل الحكومة إصرارًا واضحًا على إبقاء الوضع الراهن، بهدف تعزيز سيطرته السياسية والعسكرية. ومع استمرار هذه الاستراتيجية، تتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تهدد مستقبل لبنان. يتطلب هذا الواقع موقفًا وطنيًا حازمًا لمواجهة خطر حزب الله الذي يسعى لعرقلة انطلاقة العهد الجديد وإحباط مسيرة الإصلاح المرتقبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى