من هنا وهناك

ميشال عون ومسيرة الحظ العاثر

بقلم تادي عواد –
عبر مسيرته السياسية الطويلة، ارتبط اسم ميشال عون بسلسلة من الأحداث والقرارات التي أدّت إلى نتائج مأساوية لكافة الأطراف التي تعاملت معه، سواء أكانوا حلفاء أم خصومًا.

1. التعيين والنفي

بدأ مساره السياسي مع تعيينه قائدًا للجيش ورئيسًا للحكومة العسكرية الانتقالية من قبل الرئيس أمين الجميل عام 1988. أطلق سلسلة من الحروب العبثية، بدءًا من حرب التحرير وصولًا إلى حرب الإلغاء. وانتهى هذا الفصل بنفيه إلى فرنسا عام 1990 عقب حرب مدمّرة ضد الجيش السوري.

2. التحالف مع صدام حسين

خلال فترة وجوده في المنفى، وجد عون نفسه متحالفًا مع صدام حسين الذي كان في خلاف مع النظام السوري آنذاك. لكن هذا التحالف لم يدم طويلًا، إذ خسر صدام الحرب وانتهى بإعدامه عام 2006 بعد سقوط نظامه إثر الغزو الأميركي للعراق.

3. التحالف مع بشار الأسد

بعد عودته إلى لبنان عام 2005، عقد عون تحالفًا مع النظام السوري بقيادة بشار الأسد. لكن سرعان ما واجه الأسد عزلة دولية خانقة نتيجة الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ عام 2011، وخسر الحرب أمام الثوار، مما دفعه إلى الفرار إلى روسيا.

4. التحالف مع سعد الحريري

في فترة لاحقة، تحالف عون مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، الذي كان أحد أبرز الشخصيات السنية في لبنان. إلا أن هذا التحالف انتهى بخروج الحريري من المشهد السياسي وهجرته إلى أبو ظبي، بعد انهيار حكومته وتفاقم الأزمات الاقتصادية.

5. التحالف مع حزب الله

أحد أهم التحالفات التي عقدها عون كان مع حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله. ورغم أن هذا التحالف منح التيار العوني نفوذًا كبيرًا لفترة من الزمن، فإن نتائجه على المستوى الوطني كانت كارثية، إذ غرقت البلاد في عزلة سياسية وعقوبات دولية خانقة، وانتهت القصة بمقتل حسن نصر الله وتكبّد حزب الله خسائر جسيمة في الحرب الأخيرة.

6. فترة الرئاسة: ذروة الأزمات

وصل ميشال عون إلى قصر بعبدا عام 2016 كرئيس للجمهورية اللبنانية، بدعم كبير من حزب الله وبعض القوى السياسية. وخلال فترة حكمه، شهد لبنان انهيارًا اقتصاديًا وماليًا غير مسبوق، حيث أفلس البلد بشكل شبه كامل، وانهارت الليرة اللبنانية، وتفاقمت أزمات الكهرباء، والوقود، والغذاء، حتى باتت البلاد على شفا الفوضى الكاملة، وأوصل اللبنانيين إلى “جهنم”.

خلاصة

ميشال عون يُعد شخصية سياسية أثارت جدلًا كبيرًا في لبنان، حيث لم يُكتب النجاح لأي طرف تعامل معه، سواء أكانوا أصدقاء أم أعداء. وقد تميّزت مسيرته بعدم الاستقرار، وتحولت تحالفاته إلى عبء ثقيل على من وثقوا به. في النهاية، بقيت صورة ميشال عون مرتبطة بالانهيار والفشل الذي أصاب لبنان على كافة الأصعدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى