لماذا يريد بعض نواب الثورة نواف سلام؟
![](https://i0.wp.com/marsadnews.net/wp-content/uploads/2025/01/Screenshot_20250112-1821182.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
بقلم تادي عواد –
برزت أسماء عدة كمرشحين محتملين لقيادة حكومة المرحلة القادمة، ومن بينهم نواف سلام، الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية اللبنانية.
رغم الضجة التي أثيرت حول ترشيحه، يظل نواف سلام شخصية غامضة بالنسبة للكثيرين، حيث يقتصر ظهوره الإعلامي على مقابلات قليلة، وأبرزها مع قناة BBC عربي. في هذه المقابلة، أشار إلى تأثره بأفكار اليسار خلال شبابه وإلى نضاله في سبيل القضية الفلسطينية أثناء دراسته الجامعية. كما شدد على أهمية العدالة الدولية وإعلاء القانون الدولي، وهي مواقف تحمل طابعًا أيديولوجيًا واضحًا.
ما يثير التساؤلات هو سبب دعم بعض نواب الثورة لنواف سلام، رغم أن لا أحد يعرف الكثير عن مشروعه السياسي أو رؤيته المستقبلية للبنان. يبدو أن هذا الدعم جاء بناءً على عامل واحد: ميوله اليسارية. لكن هل يكفي هذا العامل وحده ليكون ضمانة لقيادة البلاد في هذه المرحلة الحساسة؟
الميول اليسارية الغوغائية: خطر على أي نظام سياسي
في الواقع، إن الميول اليسارية المتطرفة والغوغائية قد تكون من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتحلى بها مسؤول سياسي، خاصة في بلد يعاني من انقسامات حادة وأزمات متداخلة مثل لبنان. تاريخيًا، لم يُعرف عن التيارات اليسارية قدرتها على بناء أنظمة سياسية مستقرة، بل ارتبطت أغلب تجاربها بالفوضى وعدم الاستقرار. ولهذا السبب، يمكن تفهم رفض المعارضة لترشيح نواف سلام، لأن تجربة اليسار الطويلة في المنطقة تؤدي إلى قناعة بأنه غالبًا ما يكون تيارًا هدامًا، عاجزًا عن تقديم مشروع بنّاء وفاعل، ومؤهل فقط لنشر الفوضى والخراب.
الخلاصة
دعم نواب الثورة لنواف سلام يثير تساؤلات حول مدى إدراكهم لخطورة اختيار شخصية ذات خلفية يسارية في وضع يحتاج إلى الكفاءة والقدرة على بناء مؤسسات الدولة. إن لبنان بحاجة إلى قيادة متماسكة، قادرة على انتشاله من أزماته العميقة، وليس إلى شخصيات تستند إلى شعارات أيديولوجية قديمة لا تساهم سوى في تعميق الانقسام والفوضى.