تحت المجهر

تدخل إيراني سافر في الشؤون اللبنانية .. ووقاحة ديبلوماسية لا تُحتمل

بقلم تادي عواد –

في مشهد جديد من مشاهد التدخل الإيراني السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية، خرج علينا السفير الإيراني لدى بيروت، مجتبى أماني، بتصريحات لا يمكن وصفها إلا بالوقحة، حيث قال: «لولا المقاومة لما أمكن انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرًا إلى أن «أنصار المقاومة» تواصلوا مع قائد الجيش اللبناني، جوزاف عون، وتوصلوا معه إلى اتفاق يُراعي مصالحهم، وأن هذا الاتفاق تم خلال اجتماع أدى إلى تصويت تلك المجموعة لصالحه.

هذه التصريحات، التي نقلتها جريدة “الأخبار” المعروفة بولائها لحزب الله، ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي رسالة واضحة لكل من ما زال يظن أن هناك شيئًا من السيادة المتبقية في لبنان. كيف يمكن لدولة ذات سيادة أن تقبل بمثل هذا التصريح الذي يضع القرار اللبناني تحت عباءة طهران بشكل صريح وفج؟ وكيف يمكن للبنانيين أن يصمتوا على مثل هذا التدخل الوقح، الذي يُظهر أن لبنان لم يعد أكثر من ساحة لتحقيق مصالح إيران وأدواتها الإقليمية؟

حزب الله وأتباعه: لعنة حلّت على لبنان

لا يخفى على أحد أن حزب الله، الذي يدّعي زيفًا حماية لبنان من “العدو الصهيوني”، قد أصبح لعنة حقيقية حلّت على هذا البلد المنكوب. فمنذ سيطرة هذا الحزب وأتباعه على القرار السياسي والاقتصادي، دخل لبنان في نفق مظلم لا يبدو أن له مخرجًا في الأفق. دُمّر الاقتصاد بالكامل، وسُرقت أموال اللبنانيين، وتحوّلت البلاد إلى دولة فاشلة تُستخدم فقط كورقة ضغط في يد النظام الإيراني لتحقيق طموحاته التوسعية في المنطقة.

لبنان، الذي كان يومًا ما واحة للحرية والازدهار في المنطقة، أصبح اليوم رهينة بيد ميليشيا دينية طائفية لا تعرف سوى لغة السلاح والاغتيالات والابتزاز. هذه الميليشيا لم تكتفِ بتدمير الداخل اللبناني فحسب، بل جعلت من لبنان منصة لتهديد الدول العربية الشقيقة، متسببة في عزله عربيًا ودوليًا.

أين الموقف الوطني؟

بينما استفز كلام السفير الإيراني كل شريف وغيور على وطنه، ساد الصمت المطبق لدى عملاء النظام الإيراني في لبنان. هؤلاء الذين باعوا كرامتهم وسيادة بلدهم مقابل حفنة من الامتيازات والمناصب يواصلون التزامهم الصمت، وكأن شيئًا لم يكن. أما المواطن اللبناني، الذي يدفع وحده ثمن هذه التبعية المقيتة، فقد شعر بالإهانة والألم والغضب، حيث أبدى كثيرون اعتراضهم على كلام السفير الوقح، مطالبين الدولة اللبنانية بطرده من البلاد.

الخاتمة: لبنان ليس ورقة في يد إيران

على المجتمع اللبناني بأسره، بكل طوائفه وانتماءاته، أن يدرك أن هذه المرحلة الحرجة تتطلب موقفًا وطنيًا صارمًا وواضحًا. لبنان ليس ورقة في يد إيران، ولا ميدانًا لتحقيق أحلامها التوسعية. المقاومة الحقيقية اليوم هي مقاومة هذا المشروع الطائفي الذي يسعى إلى تدمير الكيان اللبناني واستعباد شعبه.

لقد آن الأوان للبنانيين أن يرفعوا صوتهم عاليًا: كفى لحزب الله، كفى للتدخل الإيراني، وكفى لهذا الذل الذي يفرضونه على وطن كان يومًا رمزًا للحرية والاستقلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى