مصدر سعودي: تشكيل الحكومة اللبنانية شأن داخلي ولا دعم لتكليف ميقاتي
في ظل الأزمة السياسية المستمرة في لبنان والتحديات المتعلقة بتشكيل الحكومة، تداولت بعض الأوساط السياسية اللبنانية معلومات تفيد بأن المملكة العربية السعودية تدعم إعادة تكليف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون. إلا أن مصدراً سعودياً نفى هذه المزاعم، مؤكداً أن المملكة لا تتدخل في مشاورات تشكيل الحكومة، وتعتبر هذا الأمر شأناً لبنانياً داخلياً بحتاً.
وأشار المصدر إلى أن موقف المملكة واضح في هذا الصدد، فهي تفضل أن تنطبق المواصفات ذاتها التي طُبقت في اختيار رئيس الجمهورية على رئيس الحكومة المقبل، بما يضمن ضخ دماء جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، ويفسح المجال أمام شخصيات قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة ومعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد.
وأكد المصدر أيضاً أن تكرار تكليف وجوه سياسية سبق أن تولت المسؤولية، مثل نجيب ميقاتي، قد يعرقل الاندفاعة الإيجابية التي بدأها العهد الجديد، ويعيد إنتاج نفس الأزمات السابقة دون تقديم حلول حقيقية.
من جهة أخرى، حاول بعض النواب اللبنانيين تبرير موقفهم الداعم لتسمية نجيب ميقاتي بأنه يأتي تماشياً مع رغبة سعودية، وهو ما نفاه المصدر السعودي بشكل قاطع، مشدداً على أن المملكة لا تملي إرادتها على الأطراف اللبنانية، بل تدعم أي خيار يحقق استقرار لبنان وسيادته.
ختاماً، يعكس هذا الموقف السعودي رغبة المملكة في رؤية تغيير حقيقي في لبنان، يقوم على الإصلاح الجاد والابتعاد عن السياسات التقليدية التي أثبتت فشلها في إخراج البلاد من أزماتها المتفاقمة. كما يؤكد هذا الموقف أن الحل يجب أن ينبع من الداخل اللبناني، دون تدخلات خارجية، وأن التغيير يتطلب قيادة جديدة برؤية واضحة ومقاربة مختلفة للشأن العام.