لبنان

نصيحة إلى جبران باسيل: العودة عن الخطأ فضيلة

بقلم تادي عواد –

لقد أوصلتم لبنان خلال فترة حكمكم إلى وضع كارثي لا يُحتمل، وأصبحتم أحد العوامل الرئيسية في أزمة طالت كل بيت لبناني، بسبب ممارساتكم التي اتسمت بالتسلط واستغلال السلطة بلا هوادة. ما حدث لم يكن تفصيلاً عابراً في ذاكرة اللبنانيين، بل جرحاً غائراً سبّبته سياساتكم التي أهدرت أموال الناس وأفقرتهم، إلى جانب استخدام القضاء كأداة لتصفية الحسابات السياسية مع خصومكم، بمن فيهم الناشطون السياديون، وكنتُ شخصياً واحداً منهم.

اليوم، ومع انكفاء تياركم وتوجّه من تبقى من أنصاره نحو الاعتزال السياسي ومقاطعة العهد الجديد، أضع بين يديك نصيحة قد تكون الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من تيارك، نصيحة لم تكن لتسمعها حين كنت في أوج قوتك، لكنها الآن فرصة لا تحتمل الإضاعة.

الاعتكاف السياسي… انتحار بطيء

استمراركم في الاعتكاف لن يكون سوى انتحار سياسي بطيء، يُنهي ما تبقى من الحالة العونية التي تآكلت بفعل أخطائكم المتراكمة. هذا المصير الذي طالما توقّعته وكتبته مراراً في مقالاتي أصبح اليوم واقعاً يقترب بسرعة. ومع ذلك، ورغم موقفي المعروف، لا أرى في تلاشي الحالة العونية مكسباً، لأن الواقع المسيحي لا يحتمل المزيد من الانقسامات والخسائر.

الفرصة الوحيدة المتاحة أمامكم هي العودة إلى الخط السيادي. نعم، هذه العودة لن تكون سهلة ولن يصدقها كثيرون في البداية، لكنها ضرورة لاستعادة الثقة وتنظيف الذاكرة الجماعية من أخطاء الماضي.

التجربة الحريرية… دروس لم تُستوعب

في وقت سابق، نصحت سعد الحريري بدعم رفاقه السياديين خلال الانتخابات النيابية الأخيرة. لو أنه أخذ بهذه النصيحة، لكان وضعه السياسي مختلفاً اليوم، وربما كان اسمه مطروحاً بقوة لرئاسة الحكومة. لكنه تجاهل تلك النصيحة، فخرج من المشهد السياسي خالي الوفاض، وها أنت اليوم أمام نفس الفرصة التي ضيعها.

خطوات ضرورية للعودة

إذا كنت جاداً في إصلاح المسار واستعادة دورك السياسي، عليك اتخاذ الخطوات التالية دون تردد:

1. الانضمام إلى الخط السيادي دون شروط مسبقة أو حسابات ضيقة.

2. وضع التيار الوطني الحر في خدمة العهد الجديد ودعمه بتواضع ودون مناورة.

3. التنسيق مع القوات اللبنانية عبر إرسال موفد إلى سمير جعجع للتوافق على شخصية سنية لرئاسة الحكومة يختارها التحالف السيادي.

4. المشاركة بوزير واحد يتناسب مع المرحلة الحساسة، وأقترح هنا زياد بارود كوزير للداخلية لما يتمتع به من كفاءة ومصداقية.

لا تدع الحقد والرغبة في الانتقام يسيطران على رؤيتك السياسية. العودة إلى صفوف السياديين ليست ضعفاً أو تنازلاً، بل واجب وضرورة لإنقاذ تيارك واستعادة مكانتك السياسية في مشهد نظيف يُعيد الأمل للبنانيين.

تذكّر دائماً أن العودة عن الخطأ فضيلة… فلا تُفوّت هذه الفرصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى